19 سبتمبر 2025

تسجيل

سوريا بين الكلاب والقطط!

23 أكتوبر 2013

كانت مفارقة محزنة عندما احتفل العالم العربي والإسلامي بقدوم عيد الأضحى، والتضحية بمئات الآلاف من بهيمة الأنعام، حين أصدر عدد من العلماء في سوريا فتوى تجيز أكل لحوم القطط والكلاب والحمير في ظل القتل والقصف بشكل شبه يومي في القرى المحاصرة من قبل النظام الدموي. منظمة "إغاثة جوعى العالم" الألمانية حذرت من سقوط سوريا في أزمة مجاعة بسبب الحرب الدائرة. وذكرت أن أحدث البيانات تشير إلى وجود أربعة ملايين سوري يعتمدون على المساعدات الغذائية. يضاف إلى ذلك أن عدد القتلى خلال عامين ونصف العام من الصراع في سوريا وصل إلى أكثر من 115 ألف شخص، نصفهم من المدنيين، وأربعة ملايين سوري نزحوا من منازلهم داخل سوريا، والملايين لجأوا إلى الخارج، في حين أن ربع السكان طردوا من أراضيهم.وان كان هناك عجز في مساعدة الشعب السوري ووقف المأساة والمجازر اليومية، فلا عذر من تقديم العون والمساعدات الاغاثية من الإمدادات الطبية وتوفير الأغذية والأغطية والإمدادات اللوجستية. ما نشاهده اليوم من مساعدات أغلبه يأتي من قبل مجهودات فردية أو جماعات ايديولوجية أو مؤسسات خارجية، والدول العربية والإسلامية بمؤسساتها وقراراتها السياسية غائبة عن المشهد، لا يوجد لها دور يذكر في عمليات التنظيم الاغاثي واستقبال اللاجئين وتوفير المساكن والمؤن لمساعدتهم. حتى الدول العربية التي وضعت قسرا في مواجهة الكارثة مثل لبنان والأردن تطالب بتأمين تمويل ضخم لتلبية حاجات اللاجئين وتعزيز الخدمات العامة وإلا ستواجه انهيارا في الداخل. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فان هناك ما يربو على مليوني لاجئ سوري موجودون بالفعل في لبنان وتركيا والعراق والأردن.إن لدى المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية، مصلحة كبرى في التعامل مع المأساة السورية بجدية أكبر. فمخيمات اللاجئين كما يشير امير طاهري، كما هو الحال دائما، كهوف يقطنها المعذبون في الأرض في دوامة من البؤس والغضب، وتحولت إلى مكان خصب لتجار العنف لتجنيد مقاتلين، في تلك المستنقعات المجازية التي تغذي بعوض الإرهاب بالآلاف. يمكن لسياسة الاحتواء وتقديم وتوفير المساعدات الإنسانية والاغاثية والتعليمية والتثقيفية والطبية، أن تساهم في معالجة أثار العدوان والتخفيف من ألامه، وان كان الجهد قليلا فهو عظيم ومقدر في مقابل كارثة كبيرة؟!