11 سبتمبر 2025
تسجيللا نعرف الكثير عن المجر، لكنّا نتذكر فريقها الذهبي الذي كان على وشك حمل كأس العالم عام 1954 لولا أن خطفها الألمان، ونتذكر نجمها الأيقونة بوشكاش، وفريقها الكروي هو نفيد بودابست الذي لا يغيب اسمه عن بطولات أوروبّا. وفي بلاد يتقاطع فيها شرق القارة العجوز مع غربها بين الدم السلافي والجرماني، كانت البلاد محطة لحجاج الغرب إلى الشرق، وحجاج الغرب إلى الشرق، من حملات الصليبيين نحو الغرب، إلى الفتح العثماني الذي وصل النمسا. ومن هنا كانت عرقلة الصحفية المجرية الحسناء رياضية بامتياز، فالأب السوري لاعب ومدرّب كرة قدم في نادٍ سوري عريق هو الفُتوّة الديري، وحركة الإعاقة وقعت تحت مسمّى "فاول فنّي" إذا تعرّض الفريق من هجمة خطرة تبدأ من حامل الكرة وسط الملعب، وهكذا كان الشائعات المغرضة التي تدعو إلى الامتناع عن استقبال اللاجئين بوصفهم إرهابيين أو مشاريع إرهابيين، وقد شارك في هذه الشائعات للأسف كثير من السوريين الذين سبقوا إخوانهم في اللجوء، لكنّ المسكينة لم تعرف أنّ هذا "الفاول الأخلاقي" تسبب لها ببطاقة حمراء طردتها من ملاعب الصحافة إلى أجل غير معلوم.ولأن الرياضي والسياسي يشتركان في الجمهور، فقد تداعت أندية أوروبا الكبرى للمشاركة في التخفيف عن كاهل اللاجئين الذين شرّدتهم "فاولات" البراميل والسواطير، في مسعى واضح إلى تشريد شعب كامل بلغ عدد نازحيه النصف، وجد في قبول طلبات اللجوء من الغرب الأوروبي ملاذاً وخلاصاً. ولم يكن مبرراً ولا مفهوماً أن ترتكب دولة عبور مثل المجر هذا "الفاول" بحقّ عابرين إلى الغرب الأوروبي، يبحثون فيه عن الأمان والكرامة واللقمة التي عزّت في بلادهم.أمام كلّ هذه "الفاولات" التي تمنع السوريين من مرمى الحياة الآمنة، كانت عرقلة الصحفية العدوانية، وقد وجدت من يرفع في وجهها العقاب اللازم، ومن يعوّض الأب الرياضي المتجه إلى إسبانيا، حيث وجد عملاً في تدريب ناشئي نادي خيتافي، ولقي ابنه التكريم اللائق من نادي ريال مدريد، ولكن متى ستمنح البلاد ضربة جزاء أمام كلّ هذه "الفاولات"؟.