12 سبتمبر 2025
تسجيلالأمريكيون أصبحوا عبيدا للخوف الذي ملأت وسائل الإعلام به قلوبهم الحكام العرب المستبدون يعتقدون أن أمريكا هي التي تحميهم و تضمن استمرار عروشهم ، و هم يعرفون جيدا الطريق للتأثير على قرارات أمريكا لذلك يخوفونها من وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم . و إثارة الخوف من الإسلام استراتيجية اتبعها حكام أمريكا الذين تحالفوا مع أباطرة المال و الإعلام لإرغام الشعب الأمريكي على تأييد قرار شن حرب على أفغانستان و العراق . و الأمريكيون أصبحوا عبيدا للخوف الذي ملأت وسائل الإعلام به قلوبهم ، فهم من كثرة الخوف في ذل لا يعرفون لماذا يخافون .. إنهم يخافون على أمنهم و نسوا تلك النصيحة الغالية لرئيسهم جيفرسون الذي حذرهم من أن الذي يضحي بالحرية من أجل الأمن لا يستحق أمنا و لا حرية . فمن شدة خوف الأمرييكين على أمنهم أيدوا الحرب الظالمة على أفغانستان و العراق و التي كبدت أمريكا مئات المليارات من الدولارات و جعلتها على حافة الانهيار الاقتصادي دون أن يجرؤ الشعب الأمريكي على أن يثور على حكامه الذين زرعوا الخوف و بددوا الأموال و قتلوا الملايين من المدنيين العراقيين و الأفغانيين . الأمريكيون خائفون من خوفهم حتى أصبحوا أسرى لأوهامهم و عبيدا لحكامهم . و لأن حكام أمريكا قد نجحوا في خداع الشعب الأمريكي و دفعه إلى تأييد العدوان على العراق و أفغانستان فإنهم أيضا يستخدمون استراتيجية التخويف من وصول الإخوان إلى الحكم في الدول العربية التي نجحت فيها الثورات أو تلك التي ما تزال تكافح للتخلص حكامها المستبدين . و الشعب الأمريكي سيكتشف أن حكامه قد تخلوا عن الحرية و الديموقراطية و المبادئ التي تستخدمها أمريكا لتحسين صورتها حين ساندت الحكام العرب لسنوات طويلة على قهر شعوبهم . و كان مساندة نظام حسني مبارك يشكل عارا لأمريكا التي ساندته في قهر شعبه ، و الذي أقنع أمريكا بأن البديل الوحيد لنظامه هو وصول الإخوان للحكم . من أجل ذلك انقلبت أمريكا على الديموقراطية و ساندت الدكتاتورية ، و تخلت عن الحرية و ناصرت الاستبداد ، و لذلك فإنها كسبت عداء الشعوب .. أما الحكام الذين ساندتهم فقد سقطوا و كانت تبعيتهم لأمريكا من أهم أسباب كراهية شعوبهم لهم . و أمريكا يجب أن تعرف أن الشعوب إذا كانت قد ثارت ضد ظلم حكامها فإنها تعرف أن المساندة الأمريكية لهؤلاء الحكام من أهم العوامل التي ساعدتهم على الظلم و الطغيان لذلك فإن الشعوب العربية تكره أمريكا و تحب الذين تكرههم أمريكا ، و هي تريد من حكامها الجدد أن يرفضوا التبعية لأمريكا و يكافحوا لتحرير الوطن العربي كله من الاستغلال و النهب الأمريكي لثرواتها . و لذلك تعمل أمريكا بكل الوسائل لتأجيل الانتخابات في مصر أو منعها ، و تشارك إسرائيل في صنع المؤامرات و الفتن ، و هى تستخدم في ذلك مجموعات من فلول الحزب الوطني و المتغربين الذين تمدهم بالمعونات . لكن أمريكا لن تنجح فالشعب المصري الذي انتزع حريته يصر على تحقيق الديموقراطية التي يختار فيها بإرادته نوابه و حكومته و يقوم بصياغة دستور يعبر عن أصالته و أهدافه و يحمي حقوقه و يمنع الاستبداد . و استراتيجية التخويف من الإخوان سوف تفشل ، بل إن حب الشعب للإخوان سيزداد كلما حاولت أمريكا أن تثير الخوف منهم . و الشعب الأمريكي سيدرك أن حكامه يخدعونه و يستعبدونه بالخوف ، و أن لابد أن يحترم حقوق الشعوب في الديموقراطيه التي ستأتي بالضرورة بنتائج لا تتفق مع مصالح أمريكا . الشعب الأمريكي يجب أن يدرك أن عصر الهيمنه الأمريكية قد انتهى ، و أن من حق الشعوب أن تختار حكامها بإرادتها ، و أن أمريكا يجب أن تحترم استقلال مصر إذا كانت تريد أن تقيم معها علاقات . و شعب مصر سوف يرفض أي تدخل أمريكي في شؤون مصر ، و سيختار حكامه بإرادته و سيقبل التعامل مع أية دولة تحترم استقلال مصر .