12 سبتمبر 2025

تسجيل

أمريكا واستراتيجية التخويف من الديمقراطية العربية

23 سبتمبر 2011

الأمريكيون أصبحوا عبيدا للخوف الذي ملأت وسائل الإعلام به قلوبهم الحكام العرب المستبدون يعتقدون أن أمريكا هي التي تحميهم و تضمن استمرار عروشهم ، و هم يعرفون جيدا الطريق للتأثير على قرارات أمريكا لذلك يخوفونها من وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم . و إثارة الخوف من الإسلام استراتيجية اتبعها حكام أمريكا الذين تحالفوا مع أباطرة المال و الإعلام لإرغام الشعب الأمريكي على تأييد قرار شن حرب على أفغانستان و العراق . و الأمريكيون أصبحوا عبيدا للخوف الذي ملأت وسائل الإعلام به قلوبهم ، فهم من كثرة الخوف في ذل لا يعرفون لماذا يخافون .. إنهم يخافون على أمنهم و نسوا تلك النصيحة الغالية لرئيسهم جيفرسون الذي حذرهم من أن الذي يضحي بالحرية من أجل الأمن لا يستحق أمنا و لا حرية . فمن شدة خوف الأمرييكين على أمنهم أيدوا الحرب الظالمة على أفغانستان و العراق و التي كبدت أمريكا مئات المليارات من الدولارات و جعلتها على حافة الانهيار الاقتصادي دون أن يجرؤ الشعب الأمريكي على أن يثور على حكامه الذين زرعوا الخوف و بددوا الأموال و قتلوا الملايين من المدنيين العراقيين و الأفغانيين . الأمريكيون خائفون من خوفهم حتى أصبحوا أسرى لأوهامهم و عبيدا لحكامهم . و لأن حكام أمريكا قد نجحوا في خداع الشعب الأمريكي و دفعه إلى تأييد العدوان على العراق و أفغانستان فإنهم أيضا يستخدمون استراتيجية التخويف من وصول الإخوان إلى الحكم في الدول العربية التي نجحت فيها الثورات أو تلك التي ما تزال تكافح للتخلص حكامها المستبدين . و الشعب الأمريكي سيكتشف أن حكامه قد تخلوا عن الحرية و الديموقراطية و المبادئ التي تستخدمها أمريكا لتحسين صورتها حين ساندت الحكام العرب لسنوات طويلة على قهر شعوبهم . و كان مساندة نظام حسني مبارك يشكل عارا لأمريكا التي ساندته في قهر شعبه ، و الذي أقنع أمريكا بأن البديل الوحيد لنظامه هو وصول الإخوان للحكم . من أجل ذلك انقلبت أمريكا على الديموقراطية و ساندت الدكتاتورية ، و تخلت عن الحرية و ناصرت الاستبداد ، و لذلك فإنها كسبت عداء الشعوب .. أما الحكام الذين ساندتهم فقد سقطوا و كانت تبعيتهم لأمريكا من أهم أسباب كراهية شعوبهم لهم . و أمريكا يجب أن تعرف أن الشعوب إذا كانت قد ثارت ضد ظلم حكامها فإنها تعرف أن المساندة الأمريكية لهؤلاء الحكام من أهم العوامل التي ساعدتهم على الظلم و الطغيان لذلك فإن الشعوب العربية تكره أمريكا و تحب الذين تكرههم أمريكا ، و هي تريد من حكامها الجدد أن يرفضوا التبعية لأمريكا و يكافحوا لتحرير الوطن العربي كله من الاستغلال و النهب الأمريكي لثرواتها . و لذلك تعمل أمريكا بكل الوسائل لتأجيل الانتخابات في مصر أو منعها ، و تشارك إسرائيل في صنع المؤامرات و الفتن ، و هى تستخدم في ذلك مجموعات من فلول الحزب الوطني و المتغربين الذين تمدهم بالمعونات . لكن أمريكا لن تنجح فالشعب المصري الذي انتزع حريته يصر على تحقيق الديموقراطية التي يختار فيها بإرادته نوابه و حكومته و يقوم بصياغة دستور يعبر عن أصالته و أهدافه و يحمي حقوقه و يمنع الاستبداد . و استراتيجية التخويف من الإخوان سوف تفشل ، بل إن حب الشعب للإخوان سيزداد كلما حاولت أمريكا أن تثير الخوف منهم . و الشعب الأمريكي سيدرك أن حكامه يخدعونه و يستعبدونه بالخوف ، و أن لابد أن يحترم حقوق الشعوب في الديموقراطيه التي ستأتي بالضرورة بنتائج لا تتفق مع مصالح أمريكا . الشعب الأمريكي يجب أن يدرك أن عصر الهيمنه الأمريكية قد انتهى ، و أن من حق الشعوب أن تختار حكامها بإرادتها ، و أن أمريكا يجب أن تحترم استقلال مصر إذا كانت تريد أن تقيم معها علاقات . و شعب مصر سوف يرفض أي تدخل أمريكي في شؤون مصر ، و سيختار حكامه بإرادته و سيقبل التعامل مع أية دولة تحترم استقلال مصر .