11 سبتمبر 2025
تسجيلأشبه الوطن بالقلب الكبير الذي يَسع الجميع ويحتويهم بحبه وعطفه وحنانه ويتنعم السواد الأعظم بخيراته بعد فضل الله ومنه وكرمه فكيف نحافظ على هذا القلب الكبير من الأوجاع لكي يبقى سليما وقويا ومعافى ينبض بالحب والحنان والخير للجميع؟ بعيداً عن العلل التي أصابت غيره وأحدثت فيهم آفات كثيرة وأصابته الضغوط بأوجاع من كل حدب وصوب وأصبح صعباً علاجه يئن ويون ولكي يظل قلب الوطن ينبض بالحب والحنان وتبقى شرايينه مفتوحة في حجراته ينتقل فيها أكسير الحياة بكل اريحية ولا يحتاج إلى توسعة أو تدخل جراحي، ولربما تسوء حالته بعد ذلك والبعض للأسف لا يهتمون بصحة هذا القلب وهم يشبهون الكولسترول المرتفع غير المنضبط في حدوده الطبيعية أو المعالج لا تعلم متى سوف يتسبب لك بسكتة قلبية أو مدى الضرر الذي سوف يحدثه إذا ما أهملته، فالقلب الكبير الذي يحبك ويعمل جاهداً بأن يسعدك لابد أن تقدر له هذا الشيء وتبادله نفس الشعور وربما أكثر فكم من الناس عديم الإحساس متبلد المشاعر لا يُقدر كل هذا الشعور والإحسان، فالوطن مثل ما نريد منه لا بد أن نعطيه الكثير من العمل والجد والإخلاص والصدق والأمانة في القول والعمل فبعض الأوطان مهما أعطيتها فقد لا توفيها حقها، وقد تمر على الأوطان أيام سعيدة يحتفل فيها بإنجازاته وقد يكون من بينها حدث مهم جداً وتاريخي قد لا يتكرر مثله في العالم الثالث إلا فيما ندر أو يمكن لا يحدث بالمرة وهو مطمع لكل الدول وعلى رأسها العظمى منها، فليحرص الجميع أن يكون خادما للوطن وكل له دور يكمل الآخر ونضرب بذلك مثلا طيبا في التنظيم المميز وفي فن التعامل مع مختلف الأجناس والملل من الشرق والغرب ومن مختلف بقاع الأرض ونضرب مثلاً في التقدم والرقي والتحضر وليس في التخلف كما يشاع عن العالم الثالث.