11 سبتمبر 2025
تسجيلما أجمل الكلمة الطيبة ويا لحسنها! وهي كالعود الطيب باهظ الثمن عندما تضعه على الجمر تفوح رائحته العطرة وتنتشر في المكان، والكل يشم هذه الرائحة الزكية ويسعد بطيبها، وهي مفتاح القلوب حتى القاسية ووقعها كم هو جميل على النفس والخاطر!. وبسحرها تداوي الجروح العليلة وبلسمها شافي وهي تجبر الخواطر وتأسر الألباب وتشيع بين الناس المحبة والقبول والسلام عند الآخر، وكم هو جميل إذا ما اجتمعت مع الموعظة الحسنة!. وكما قال المولى عزَّ وجل في سورة الأحقاف (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌّ حميم) وما دخلت في شيء إلا زانته وزادته حسنا وبهاء. وهي تدل على حُسن الخلق وحُسن التربية وهي من صفات المؤمن ومن أخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم الذي وصف خلقه بالعظمة وهو الذي تعامل به في تبليغ رسالته وكان له الأثر العظيم. والخلق الطيب كالماء عندما تسكبه على النار يطفئها والكلمة تدل على العقلانية وهي من التصرفات الحضارية حتى ولو قال البعض إنها في بعض المواقف لا تفيد إذا لم تجد عقولا منفتحة أو كانت هذه العقول ما زالت متحجرة وتعيش في ظلال قديم أو كانت الأهداف سيئة ومبيتة النية لتكون كذلك. نأتي إلى الكلمة السيئة وهي من الروائح النتنة التي تزكم الأنوف روائحها الكريهة وهي لا تخرج في العادة إلا من برميل زبالة عفن إذا فتحته انتشرت قذارته في كل مكان يتأذى من رائحتها الكثيرون، فالميزان الذي يوزن به الناس كلامهم لا بد أن يكون مثل ميزان الذهب حساس ودقيق، فلا يجوز أن يلقى الكلام جزافا بعبارات نابية ما حشوها إلا قلة الأدب وسوء الخلق الذي نهى عنه الإسلام وهي تنشر الكراهية بين الناس وربما تمس الآخرين بسوء كبير! وهي بمثابة من يسكب الزيت على الحطب وهي من الجهل والجهالة بعواقب الأمور وكم من كلمة سيئة أودت بصاحبها إلى التهلكة والمشكلات والملاحقات القانونية التي الناس العقلاء في غنى عنها، وهي أرضية خصبة لخراب المجتمعات والديار الآمنة وإشاعة البغضاء والتناحر والفوضى بين الناس وهي لا تسر القلب ولا الخاطر. وعندما يريد أن يوجه أحد ما كلاماً للآخر ويقول بما يجول في خاطرة فلا بد أن يلتزم بأدب الحوار وبالكلام الذي يجمع ولا يفرق، وينتقي العبارات الحسنة التي لها وقع جميل في نفس المخاطب بكل احترام وتقدير دون المساس بكرامته أو مكانته أو تشويه صورته. فكل شيء محكوم بالقانون وكل كلام قد يُقال القانون له بالمرصاد وهو العصا التي سوف تردع من قاله ليكون عبرة لمن يعتبر. [email protected]