11 سبتمبر 2025

تسجيل

القائمة السوداء انعكاس للثقافة البوليسية

23 أغسطس 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); منذ بداية حصار قطر وسياسات وتصريحات دول الحصار لا تأبى إلا أن تكون أضحوكة تارة، وتارة أخرى تدينها بدلًا من تحقيق أهدافها في الإضرار بدولة قطر وسياساتها واقتصادها. ما اقترحه المستشار بالديوان الملكي السعودي بإنشاء "قائمة سوداء" تحتوي أسماء المغردين وحتى الذين يكتبون باسم مستعار ممن يؤيدون دولة قطر ويعارضون الحصار يعد مؤشراً خطيراً آخر في مستجدات هذه الأزمة الخليجية، التي افتعلتها دول حصار قطر، خصوصاً أن المستشار توعد المغردين بحساب عسير لمن يرد اسمه في تلك القائمة، بل وهددهم أيضًا بالقتل! أولًا: كون أن هنالك من ينادي بقائمة سوداء لتتبُع آراء الآخرين ومحاسبتهم سابقة خطيرة تخل بالقوانين الدولية وحرية الرأي والتعبير. وهو اندفاع صريح نحو تحويل المجتمع إلى مجتمع بوليسي - مخابراتي يتعقب الآخرين ويتصيد لهم، بل ويستبق بالتهديد والوعيد بالعقوبة. فالجميع متهم والجميع مدان من وجهة نظر ذاك المستشار. وذلك أيضًا ينم ليس فقط عن الثقافة البوليسية بل أيضًا عن ثقافة الوصاية التي لا تدع مجالاً للآخرين للتفكير، ولا تعطيهم حرية استخدام عقولهم، بل تأمرهم كيف يفكرون وتعاقبهم إلى حد القتل إن خالفوا. ثانيًا: الأمر الأكثر فداحة من القائمة السوداء التي ابتكرها المستشار وروج لها على تويتر، هو تأييد بعض وزراء خارجية دول الحصار لتلك القائمة، ولا أعلم حقيقة هل هم يتعاملون في دولهم بتلك العقلية الوصائية ويقمعون كل صوت مختلف وتحويل المجتمع من مجتمع قائم على القانون إلى مجتمع يقوم على نظام تسلطي أشبه بدولة بوليسية تدعو إلى القتل كما دعا المستشار في تغريدته، أم أنهم يستقون التعليمات والسياسات من تويتر وينتظرون تغريدات من مغردين بعينهم؟ المؤكد أن إعلام دول الحصار لا يزال يقوم بجهد حثيث لقلب وتزوير الحقائق واختلاق الأكاذيب، والآن ترويع وترهيب كل من يختلف مع سياساته. ولأن حملات دول الحصار الإعلامية فشلت رغم حظرها المواقع الإخبارية التي لا تتفق مع سياساتها، ورغم حملاتها على تويتر من خلال الهاشتاجات والحسابات الوهمية الموثقة والشخصيات الوهمية التي تحاول بها زعزعة المجتمع القطري ونشر الأكاذيب، فإن في كل مرة يفشل مخططها وتنكشف تفاهة سياستها، بالأخص تلك التي تروجها من خلال تغريدات تويتر، وفي كل مرة تُختلق أخبارًا كاذبة جديدة، يسارع بتصديقها فئة وحيدة خارج قطر. القائمة السوداء التي أيدها بعض وزراء خارجية الحصار في تغريدات لهم، هي دليل آخر على فشل سياساتهم ضد قطر، وتبيان لأي مدى يمكن لدول الحصار أن تتخلى عن أي قيم ومبادئ لتحقيق أهدافها. [email protected]