15 سبتمبر 2025

تسجيل

العالم العربي والمستقبل

23 أغسطس 2015

حلمت بأن العالم العربي كلما أراد متثاقل أن يطرق باب المستقبل هبت عليه ريح عاتية من رياح التخلف الدائمة وليست الموسمية فقط، ولكن بعد أن دخلت مرحلة النوم العميق وحالي كحال المواطن العربي الذي لا يرى أمانيه حتى في الأحلام، فجُل أحلامه عبارة عن كوابيس يرى معظمها على أرض الواقع! ضحك لي القدر وجاملني ببداية جميلة بأن العرب وصلوا بابه بعد جهد جهيد وطرق باب المستقبل، رد عليه المستقبل: من الطارق، قال بصوت مخنوق: أنا العالم العربي قال له المستقبل: ماذا تقول؟ قال: العالم العربي، ضحك المستقبل ضحكة مزلزلة، بالله عليك قُلْ غير هذا الكلام، وكيف وصلت إلى بابي، فأنت بعيد عني بُعد المشرقين؟! فأنا لم أكن لأفتح لك الباب من قبل يوم أن كنتم أفضل حالا من الآن، فكيف أفتحه ولم يبق لديكم ذرة طموح للمرور من بابي إلى التقدم والازدهار، فلقد رجعت بكم عقارب الساعة سنين طويلة إلى الوراء! فأنتم أدركتم داحس والغبراء، وقد لا يلوح في الأفق بعد كل هذا أن يكون فيه أمل بأن تمر، وربما إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، فأنت أيها البائس لديك من الإمكانيات الكثير تستطيع من خلالها أن تمر بكل أريحية.. ولكن في غياب الطموح وسوء استخدام مقومات المستقبل من الثروات والعنصر البشري الذي لا يفكر إلا في الأمور العبثية التي لا وراءها طائل وتزجون بهذه الثروات في قنوات لا تحاكيني ولا تبني لي أرضية صلبة يمكن أن تنطلقوا منها إلى أفق أرحب، فأنتم بغبائكم هذا مصنفون من العالم الثالث وفي ذيل الركب الحضاري ومازلتم مربوطين به فكم من الأمم مرت علي، وهي لا تملك ما تملكون فأصبحت في مصاف الدول المتقدمة في كل المجالات وهي كل يوم تتقدم وطموحها ليس له حدود؟ فأكثر المسؤولين عندكم لا يفكر فيّ بل يفكر كيف يجعل من نفسه من أصحاب الملايين وفي ليلة وضحها يملك ما الله به عليم على حساب مصلحة البلاد والعباد، بل الكثيرون من أصحاب الاختراعات كل يوم لديه فكرة وسَّفرة بدون فائدة تذكر يعني خسارة في خسارة؟ فبعض الدول لديها قليل من الطموح كلما أرادت أن تزج بمواطنيها نحو طموح أفضل أصابوها بخيبة أمل وعدم الشعور بالمسئولية الوطنية ومستقبل الأجيال فتخيلوا يوم أن تنضب ثرواتكم المعدنية المعروفة ماذا سوف يكون حالكم، فأنتم عندما تنخفض أسعارها يصيبكم الارتباك والتخبط، فبرغم هذه السنين الطويلة من بيعها لم تجدوا طرق بديلة للدخل غير الاستثمار المضروب أو المتعرض للإفلاس؟ فالعوالم الأخرى لن تبيعكم دولها شيء يكون ذا فائدة، سوى أن تضعوا أموالكم في بنوكها وتمنحكم قليل من الفائدة، كما برزت فيكم فئات وصلت إلى درجة الخفافيش التي تتغذى على الدماء فزادت بأس بعض الشعوب فمكرهم وخداعهم وإجرامهم لم يشهد التاريخ في أي مرحلة من مراحله مثيل، كما برزت فيكم فئات تريد أن تعود بكم إلى العصور الغابرة ولديها تصورات لا تصلح لهذا الزمان جملة وتفصيلا، كما تركتم الباب مفتوحاً للنصاب العالمي الذي يثير الفتن بينكم ما ظهر منها وما بطن لكي تبقوا في دائرة الفوضى وإلى أبد الآبدين فلا تقوم لكم قائمة إلى يوم الدين وساعده على ذلك تلك الدول ذات الأحقاد القديمة والنزعات الطائفية التي تفرق بينكم؟ فماذا أقول فلقد أحسست بالغثيان بما عرفت عنك فعد ثكلتك أمك من حيث أتيت إلى ظلالك القديم فلا فائدة ترجى منك فحاضرك لا ينبئ بأن لك حظ عندي فيكفيك جراحك التي أعيت من يداويها فكيف يكون حال خير أمة أخرجت للناس هكذا فعندما تكتمل أوراقك التي تستطيع المرور بها عندها قد نتكلم في هذا الموضوع وربما في المشمش.