16 سبتمبر 2025

تسجيل

"فلنكن نحن فريج عبيد"

23 أغسطس 2011

كانت الإضاءة خافتة بدرجة هادئة جداً، ولكنها لم تكن لتُخفي روعة المكان الذي صرخ بروعته دون تكلف، وكان الصوت خارقا خرق حميمية الحضور وبحميمة نزعت منه التشتت لتغرس فيه حب التركيز على ساحة العرض التي تلونت بألوان زاهية عكستها كل تلك الأحداث التي كانت عليها، وجسدتها جملة من محبي المسرح عبروا عن فكرتهم، وأعربوا عنها من خلال تقديم مسرحية (فريج عبيد) التي تناولت الكثير في حبكة بسيطة بسطت كفها للحضور بمجموعة من الأهداف الراقية التي أرادت تسليط الضوء عليها، وهي تلك التي تجلت في (صورة حياة الماضي وكل عاداتها التراثية) الصورة التي تحافظ وستحافظ على ما كان من زمن الماضي الجميل؛ لنعيش بهدف توريثها تلك (الصورة) لتلك الأجيال القادمة التي ستكون. إن تقديم (الفائدة والمتعة) في قالب واحد لا ينم إلا عن تفكير سليم وهادف، وهو النهج الذي اتبعه المركز الشبابي للفنون المسرحية، الذي فعل ذلك حين قام بتوجيه دعوته لحضور مسرحية (فريج عبيد) للجميع يوم الخميس الماضي وذلك بتاريخ 18 من الشهر الجاري، في مساء جمع تلك المسرحية، والاحتفال بليلة (القرنقعوه) دفعة واحدة، فكسب بذلك حب الجزء الأهم من الحضور ألا وهم (الأطفال) الذين سارت فرحتهم وفق تلك الخطة التي وُضعت على لوحة أهداف المركز من المقام الأول. لقد جسدت المسرحية الحياة في زمن كان يتمتع بدرجة عالية من البساطة، ويخلو من التعقيدات التي نعاني منها في زمننا الحالي، فجاء ذلك جلياً حين سخرت المسرحية بعض طرق المعالجة التي عالجت بها بعض الأمور من خلال تلك المواقف الساخرة التي كانت تطل على المسرح بين الحين والآخر وبحسب ما تطلبته المشاهد، تلك التي جمعت أبطالها وحملتهم أمانة تصوير تلك الفترة التي ضمت وشملت عادات هذا الشهر الفضيل التي نسعى جميعنا إلى غرسها في قلوب أبنائنا وأبناء الجيل القادم. لم تأخذ المسرحية من الحضور الكثير من الوقت، ولكنها وفي المقابل قدمت لهم الكثير من الفائدة والمتعة كما ذكرت سلفاً، فالشخصيات التي شاركت بالعرض قد سعت لتأكيد كل تلك القيم التي كانت تنادي بها هذه المسرحية؛ لنتناولها في حياتنا اليومية، إذ ان التشابه الذي يجمعنا بـ (فريج عبيد) أكبر من وجه الاختلاف الذي يمكن بأن يطل مدعياً وجوده، والذي وإن فعل فإنه لن يتجاوز حدود تلك الفترة الزمنية إلا من حيث المعطيات، بينما حقيقة الإنسان هي ذاتها، وكل ما تحتاج إليه بين الحين والآخر هو شيء من التنبيه، والتذكير لحقيقة الإنسان الموجود فينا. لقد كانت (الفرحة والتمتع بها) قيمة جُسدت صوتاً وصورة؛ لتنغمس وعلى الفور بمخيلة الحضور فتصبح عادة يمارسونها يومياً بدلاً من ممارسة الحزن لسبب ودون سبب يذُكر، فكان وأن نطقت من خلال نظرات الجميع، والفضل كله لنجاح ذاك العرض وكل من ساهم بتحقيقه وهم جملة من الفنانين اختلفت ادوارهم بين الإخراج والإعداد المسرحي إلى التمثيل، ومنهم: الفنان فالح فايز، طالب الدوس، فيصل رشيد، إيمان دياب، فاطمة الشروقي، إبراهيم عبدالرحيم، عبدالله العسم، سامح محي الدين، يوسف الصريمي، وحسن عاطف، إضافة لكوكبة من نجوم المستقبل الذين سيفتخر بهم المستقبل وبلاشك. وأخيراً فإن تمجيد المواقف والتغني بها ليسا من صفات الصحفي التي يتوجب عليه التحلي بها كل الوقت، بينما نقلها للعالم هو كذلك، وبين صفاته وحقيقة ما يتوجب لأن يكون أجد نفسي فرحة بتلبية هذا الواجب؛ لنقل صورة الحياة التي لابد وأن نقتنص منها ما يفيدنا في وقتنا الحالي، وعليه فلن نقول (فريج عبيد) ولكن (فلنكن نحن فريج عبيد) بكل جميل كان منهم، ونسعى لأن يكون منا. مازلنا نعيش هذه الأيام المباركة، ومازال الأمل بأن تظل بركتها علينا فنفعل كل ما يتوجب علينا فعله على خير وجه، لذا فلنسأل الله التوفيق لنا جميعاً. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]