16 سبتمبر 2025
تسجيلتُعرف عقدة النقص أو الشعور بالدونية بأنها شعور الإنسان بالنقص أو العجز العضوي أو النفسي أو الاجتماعي بطريقة تُؤثر على سلوكه مع الآخرين، وبسبب الكبت المتواصل للمشاعر السلبية وعلى فترات طويلة ممكن أن تؤدي إلى عُقد نفسية تظهر على شكل الاستعلاء على الآخرين، الغيرة المُدمرة، الأنانية، العدوانية والرغبة في تدمير الآخرين، ناهيك عن التباهي بشكل مبالغ فيه وغيره من السلوكيات غير السّوية. ويُفسر علم النفس عقدة النقص على أنها شعور الفرد بوجود عيب فيه يُشعره بالضيق والتوتر ونقص في شخصيته مقارنة بالآخرين، ويظهر ذلك في الإنجازات التي يحققها الآخرون فيقوم الناقص بسلوكيات غريبة وغير متوقعة ليعوض النقص بشتى الطرق، ولعل أهم العُقد النفسية عقدة الحرمان العاطفي بسبب فقدان مشاعر العاطفة مما يؤدي بالشخص إلى الاكتئاب والانطواء والقلق وكره للناس وغيره، وعقدة الحرمان المادي والتي سببها الفقر أو عدم الرضا عن الحياة الميسورة التي يعيشها الفرد فتنعكس بالإسراف بشكل مبالغ فيه واستعراض المقتنيات والتفاخر بالإنفاق أو البخل الشديد، من العقد التي تصيب البعض عقدة التعالي والغرور وذلك للتغلب على شعور النقص الداخلي والضعف فتدفعه تلك المشاعر للمبالغة في الغرور والتعالي على الناس ومعاملتهم بدونية، عقدة الأنا المتضخمة والتي يُعبّر عنها الناقص بكثرة الكلام عن نفسه وإنجازاته دون أن يسأله أحد، ويُدخل نفسه في مقارنات مع الآخرين ليظهر نفسه الأفضل، ويسعى لنيل إعجاب فلان وعلان! والشعور بالنقص ليس عيباً لأننا بشر ولم نُخلق كاملين فالكمال لله تعالى، وقد يعاني كل البشر من بعض النواقص في حياته التي قد يتأقلم عليها ويتعايش معها فلا تسبب له عقدة ضارة تحوله لشخص عدواني، والعكس صحيح، فالعُقد عندما تتمكن من بعض الأشخاص تحولهم إلى ذئاب بشرية يصعب التعامل معهم والتنبؤ بتصرفاتهم وردود أفعالهم. ومما لا شك فيه أن تجارب الطفولة وتربية الأبناء وطريقة تنشئتهم غير الصحيحة هي المحرك الأول لبداية العُقد التي ستكبر معهم وتتحول لحالات مرضية، ولعل الإفراط في الدلال وعدم إعطاء الأطفال ثقتهم في نفسهم في الطفولة سبب لذلك والعكس صحيح فقد تولد القسوة العاطفية والمادية وكثرة عقاب الطفل العقد التي تهز ثقته بنفسه وتشعره بأنه شخص غير مرغوب وغير محبوب فينشأ الطفل خجولا وانطوائيا ولديه سلوكيات غير طبيعية، وقد تؤثر عُقد النقص بسبب ملامح الجسم أو الشكل فينشأ الشخص غير واثق من شكله بسبب شكل جسمه أو طوله أو وزنه أو أي ملامح جسدية أخرى تُزعجه مثل التشوهات أو العاهات التي قد تؤدي به لحالات مرضية أخرى مثل التلعثم أو التأتأة التي هي بدورها تضعف من ثقته في نفسه وتسبب له عقدة! وكلنا مر عليه شخصيات مصابة بعقدة نفسية لا نعرف أسبابها ولكنها ظاهرة في السلوكيات ولا نملك إلا التعامل معها مثل بعض أفراد العائلة، الزملاء أو المدراء. ولعل من أهم الطرق التي يجب اتباعها مع هذه الشخصيات المعقدة خاصة التي تصل للعدوانية وتتعمد أذى الآخرين هو الحفاظ على الهدوء لأن التعامل بعصبية يعزز سلوكه العدواني، فمثل هذه الشخصيات شاطرة بالاستفزاز، التعامل بصدق مع نفسك ومع الآخر، ولا تشعر بالخوف من مواجهته ولا تتنازل عن الدفاع عن نفسك، انتبه لنبرة صوتك التي يجب ألا تكون متراخية ولا متعالية، اختَر عباراتك بعناية لتعيد التفكير السليم والمنطقي للشخص المُعقد، حاول أن تستخدم أسلوب العاطفة خاصة إذا كنت تعزف جوانب النقص في الشخص. حاول محاورته بهدوء وتعقل بعيداً عن التشنج والتعالي والعناد، كما يمكن البحث واستشارة متخصص في حالة كانت لديك أزمة في التعامل مع الشخص المعقد! • أظهرت لنا وسائل التواصل الاجتماعي شخصيات تعاني من النقص في جوانب متعددة خاصةً أولئك حديثي النعمة والذين يحاولون نسيان الحياة المتواضعة مادياً التي عاشوها لذلك يبالغون في عرض مقتنياتهم، بيوتهم، مجوهراتهم، ويلبسون الماركات بشكل جنوني، فمن تربى في نعمة وخير لا يحتاج أن يثبت للآخرين مستواه ولا يستعرض لهم مقتنياته! • الصاحب الحقيقي هو الذي يدل صاحبه على عُقده ويساعده على التغلب عليها ومعالجتها حتى لا تصل لحالة مرضية وعدوانية تُدمر الآخرين وتتسبب في كره الناس له ونفورهم منه! • من يشعر أنه غير محبوب من الآخرين عليه أن يراجع تصرفاته فعقده النفسية وانعكاسات تصرفاته هي السبب في نفور الناس منه!