21 سبتمبر 2025

تسجيل

خصوصية العلاقات القطرية البريطانية

23 يوليو 2018

العلاقات القطرية البريطانية تتميز بخصوصية تاريخية تضفي عليها ثقلاً وتفرداً ينعكس على كافة مجالات التعاون بين البلدين ؛ وهي علاقات تستمد عمقها وقوتها من حرص قيادتي البلدين على الارتقاء بها ودفعها نحو فضاءات أكثر رحابة؛ بما يعود بالنفع والفائدة على الشعبين الصديقين. ونحسب أن توافق الرؤى بين الدوحة ولندن في كثير من الملفات الإقليمية والدولية واحدة من ثمار تلك العلاقات الآخذة في التنامي. وقد شهدت تلك العلاقات حضورا ملحوظا خلال العام الماضي، بحيث اتسم بأنه عام التميز في قوة العلاقات القطرية البريطانية على المستويين السياسي والاقتصادي، خاصة بعد الحصار الظالم المفروض على قطر. حيث شهدت المملكة المتحدة العام الماضي منتدى قطر للأعمال والاستثمار كنافذة جديدة لعلاقات البلدين في جانبها الاقتصادي؛ والذي شكل فرصة لضخ المزيد من الاستثمارات القطرية في بريطانيا. وبالأمس جاءت زيارة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، للندن كامتداد لعلاقات الصداقة والتحالف التاريخية العريقة التي تربط بين البلدين الصديقين منذ عقود؛ فضلا عن كونها تأتي انسجاما مع حرص قطر على تعزيز وتطوير علاقاتها مع مختلف دول العالم، خصوصا الدول الكبرى وذات الوزن والتأثير على الصعيد الدولي. المؤكد أن زيارة صاحب السمو تكتسب أهمية خاصة في ظل المعطيات الإقليمية المتسارعة في كثير من الملفات ؛ وعلى رأسها القضية الفلسطينية الشغل الشاغل للقيادة القطرية ؛ إضافة إلى انها ستسهم في توطيد العلاقات المتينة بين الدولتين، بما يحقق المصالح المشتركة بينهما؛ كما ستعزز من توافق الرؤى بينهما حول العديد من القضايا الراهنة. كما ستتيح الفرصة لفتح آفاق أرحب للاستثمارات المتبادلة ؛ باعتبار أن المملكة المتحدة كانت ولاتزال الوجهة المفضلة للاستثمارات القطرية في مختلف المجالات وخاصة قطاع العقارات. لقد أثبتت التجربة أن بريطانيا تتعامل مع قطر كحليف استراتيجي، وهو ما برهنت عليه التحركات الدبلوماسية والبرلمانية التي قام بها وزراء وبرلمانيون بريطانيون لإنهاء الحصار، حيث قام وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون بزيارة إلى الدوحة والرياض والكويت في محاولة حثيثة لإنهاء الحصار دبلوماسيا. كما حشد برلمانيون بريطانيون طاقتهم لكشف الأضرار التي تتعرض لها قطر جراء الحصار.