28 أكتوبر 2025

تسجيل

المثقف والوضع العربي!

23 يوليو 2014

كيف يمكن الخروج من المعضلة التاريخية التي يعيشها المثقفون العرب في ظل التحولات الجارية حالياً؟ وما هو تعريفنا للمثقف، وما هو المطلوب منه أن يقوم به اليوم؟! الفنان الاسباني بيكاسو صرخ عندما وجه إليه النقد لأنه رسم لوحته 'غيرنيكا' عن القرية التي قصفها نظام فرانكو الفاشي الذي كان يحكم اسبانيا، قائلا: كيف يمكن للمثقف ألا يبدي اهتماما بالآخرين وان ينسحب إلى برج عاجي بعيدا عن المشاركة في وجودهم؟! كيف ننظر للقضايا بعيدا عن الأيديولوجية؟ هل من العدل أن تفصل بين اختلافك ورفضك لمنهج حماس والإخوان المسلمين، والدفاع عن الحق والقضايا العادلة والحريات والديمقراطية والمشاركة المكفولة للجميع. في العالم العربي وخصوصا بعد انفجار الشوارع الغاضبة المحبطة واليائسة، لم نستطع استيعاب إشكالية عزلة قسم كبير من المثقفين العرب عن هموم الشارع بل ودفاع البعض ووقوفه في صف الديكتاتوريين و الطغاة كما يحصل الآن مع بشار الأسد ونوري المالكي وقبله في القاهرة وتونس وليبيا واليمن والبقية، بل أن هناك من يدافع عن العدوان الإسرائيلي على غزة اليوم وانظر إلى ما يفعله نخبة المحسوبين على الإعلام المصري الحكومي والخاص لترى الأعاجيب والتهريج والكذب والتدليس؟! ادوارد سعيد يشير في كتابه «تمثلات المثقف» 1993 ، إن على المثقف أن يطرح على الناس الأسئلة المربكة المعقدة، وأن يواجه الأفكار التقليدية والعقائدية الجامدة، لا أن يقوم بإنتاجها وممارستها، وأن يتحول إلى شخص لا تستطيع الحكومات أو الشركات اختياره والتعاون معه بسهولة، شخص تكون علة وجوده هي تمثيل الناس المنسيين والقضايا التي تم إهمالها بصورة متكررة أو أنها كُنست وخُبّئت تحت البساط. ولكن من الناحية الأخرى هل المثقفون العرب كتلة واحدة متجانسة، وكيف ننظر إلى حجم الاختلافات والتمايزات في المواقف بين مثقف في مصر، أو السودان، أو المغرب العربي ومثقف آخر في المشرق العربي ودول الخليج؟ نحن بالتأكيد بحاجة إلى تعريف جديد للمثقف العربي لما بعد مرحلة الانتفاضات العربية؟!