10 سبتمبر 2025
تسجيليتساءل الكثيرون وهم محقون ما هو سر دعم أمريكا المطلق والدائم لكيان الاحتلال- إسرائيل (لمة الدب) رغم اعتداءات وخرق إسرائيل للقانون الدولي بشكل دائم وصل لتحدي الولايات المتحدة وتهديد مصالحها وإحراجها مع حلفائها العرب والغربيين وسقوطها الأخلاقي كشريك في حرب الإبادة على غزة وارتكاب مجازر بشكل يومي بلا رادع؟! فيما تحاضر وتطالب الدول باحترام حقوق الإنسان والتقيد بالقيم. وأنا أكتب هذا المقال يرتكب جيش الاحتلال مجزرة جديدة في «مخيم المواصي» في رفح، سقط فيها عشرات المدنيين في مجزرة جديدة تضاف لمئات المجازر يرتكبها جيش الاحتلال الغازي منذ تسعة أشهر أودت بحياة وإصابة حوالي 150 ألفا من الشهداء والمفقودين والمصابين!! ويرفض نتنياهو مطالب أمريكا والأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن هذا الشهر بوقف الحرب وإدخال مساعدات وتبادل الأسرى والمرتهنين. فيما تشير مقالات نيويورك تايمز وواشنطن بوست إلى أن «نتنياهو يتحدى ويشتبك مع الجميع»-شركائه في الحكومة وقيادات المؤسسة العسكرية بحرب بلا أفق، وزج الجيش في أتون حرب على الجبهة الشمالية مع حزب الله، ومع إدارة بايدن. للمرة الأولى ينتقد نتنياهو بعقدة خلفيته غير العسكرية-الجيش معلقا في اجتماع: «إسرائيل دولة بجيش وليست جيشاً بدولة»! وذلك بعد شبه تمرد قيادات الجيش، أكدها الناطق باسم وزارة الدفاع: «تدمير حماس ذر للرماد في العيون. ومن يؤمنون بذلك واهمون. حماس فكرة وطالما لا بديل لها فستبقى»! وهذا يتوافق مع تحذير وتوقعات الاستخبارات الأمريكية والبنتاغون وهو ما تؤكده الاستخبارات والبنتاغون الأمريكي، الذي حذره من شن حرب برية في غزة-وهي دروس تعلمتها الولايات المتحدة من حربها على الموصل في العراق. وحتى مسؤولون وقادة عسكريون إسرائيليون سابقون يؤكدون أنه لا يمكن هزيمة حماس في حرب غير متناظرة، كما اعترف هاغاري الذي تعرض لانتقادات من نتنياهو ومن الجناح المتطرف في ائتلاف حكومة نتنياهو! ما يناقض وينسف إصرار نتنياهو غير الواقعي وتكراره تدمير حماس. فيما تترسخ مقولة أن نتنياهو يوظف ما بات مكشوفا أنها حرب نتنياهو! الذي يهدد بتوسيع الحرب مع حزب الله! ويكرر لبايدن (متقمصاً دور تشرشل) أعطوني سلاحا وسأنهي المهمة بهزيمة حماس ومحاربة حزب الله ومواجهة إيران! ملفت تصعيد واستفزاز نتنياهو للرئيس بايدن وإدارته دون اكتراث لتصعيده وتحديه. وبدلا من إبداء نتنياهو تقديره وامتنانه للدعم الأمريكي بلا سقف، تجاوز الحدود ليحرض الكونغرس والناخب الأمريكي ضد الرئيس بايدن بنشره شريط فيديو باللغة الإنجليزية يهاجم وينتقد الرئيس بايدن لتجميده شحنة سلاح من عشرات الشحنات-في شهر مايو لقنابل- BBU-31 زنة القنبلة الواحدة 2000 رطل-900 كلغ- استخدمت بقصف مناطق مكتظة بالسكان دمرت أحياء كاملة في مخيم الشجاعية في ديسمبر الماضي وأدت لقتل العشرات. واضح هدف تحدي نتنياهو العلني تحميل بايدن فشله بتحقيق أهداف حربه-متذرعاً بحجب صفقة واحدة من عشرات الشحنات العسكرية. وهذا دفع إدارة بايدن للرد بالتعبير عن استياء البيت الأبيض ورفضه لادعاءات نتنياهو- وكذلك للرد على بايدن وإدارته التي تعمل لإسقاطه واستبداله بمنافسه غانتس الأقل تطرفا، استقال من مجلس الحرب احتجاجا. واستقبلته إدارة بايدن في واشنطن وعاملته كرئيس وزراء محتمل. لذلك يعارض نتنياهو مطالب بايدن ويصر على إطالة أمد الحرب واقتحام رفح وارتكاب مجازر وقصف مخيمات النازحين- ويرفض مطالب بايدن بوقف الحرب وإدخال المساعدات والتوصل لصفقة تبادل الأسرى والمرتهنين. وحذرت مصادر أمنية «أن خطوة نتنياهو ضد الولايات المتحدة مجنونة وهدفها خدمة مصالحه السياسية الحزبية»! لكن الصادم برغم تحدي وسلسلة إهانات نتنياهو يستمر بايدن بتقديم تنازلات. صادقت إدارته قبل أيام على أكبر صفقة عسكرية بتزويد إسرائيل بـ 50 -مقاتلة F-15 بقيمة 18 مليار دولار! السؤال ما سر دعم أمريكا لإسرائيل المطلق رغم تحدي وإهانات نتنياهو المتكررة؟ دأب نتنياهو على إحراج رؤساء الولايات المتحدة. قبِل دعوة قيادة مجلس النواب عام 2015 وألقى خطابا انتقد ورفض فيه أمام مجلسي الكونغرس توقيع اتفاق برنامج إيران النووي. وقِبل دعوة جديدة ليلقي خطاباً في جلسة مشتركة للكونغرس الشهر القادم يتحدى وينتقد الرئيس بايدن لتجميده شحنة أسلحة!. تبقى الولايات المتحدة منذ اعتراف الرئيس هاري ترومان بإسرائيل-فور إعلان قيامها، الداعم والمساند والممول والمدافع الأول عن كيان الاحتلال، سواء الإدارات المتعاقبة على مدى ثمانية عقود ديمقراطية أو جمهورية. حتى الكونغرس الذي قلما يتفق على أمر-ينافس الإدارات الأمريكية بدعم احتلال وقمع وتنكيل إسرائيل بالفلسطينيين وسرقة أراضيهم وشن حروب على غزة منذ 2008-2009 وحتى طوفان الأقصى بحروب إبادة موثقة. صوّت الكونغرس عام 1995 برغم معارضة الرئيس كلينتون الديمقراطي على قانون نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس-مخالفاً القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن-تصنف القدس مدينة تحت الاحتلال تخضع لمفاوضات الوضع النهائي. جمد الرئيس كلينتون والرؤساء بعده من الحزبين القانون لدواع تتعلق بالأمن الوطني. ليقوم الرئيس ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة أبدية في الذكرى السبعين للنكبة. وهكذا تحولت إسرائيل من حليف استراتيجي، إلى عبء كبير على أمريكا، لو ارتكبت دولة حليفة عُشر جرائم حروب إبادة الصهاينة ضد المدنيين، وهددت مصالح أمريكا من رئيس وزراء يعاني جنون العظمة ومهووس بالبقاء في الحكم، ويوظف تبعية أمريكا ويتدخل في شؤونها ويهين رئيسها لقمعته وفرضت عليه وعلى حكومته عقوبات. لكنه نفوذ اللوبي الصهيوني وتأثيره على الانتخابات الأمريكية. حتى تجاوزت قيمة الدعم المالي والعسكري الأمريكي 300 مليار دولار يجعل إسرائيل الدولة الأكثر تلقياً للدعم والتمويل الأمريكي في العالم وتوفير الغطاء السياسي ونصف قرارات الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن!. نهج التحدي والإهانة تمارسه إسرائيل مع جميع الإدارات الأمريكية وليس حكرا على بايدن وإدارته!.