20 سبتمبر 2025

تسجيل

بذور الكراهية 1 – 2

23 يونيو 2020

عشنا خلال الأسبوعين الماضيين، تلك الاحتجاجات الأمريكية والمسيرات المطالبة بالعدالة العرقية، التي اجتاحت كافة الولايات الأمريكية إثر مقتل الشاب الأمريكي ذي الأصول الأفريقية جورج فلويد في الخامس والعشرين من مايو أثناء قيام الشرطي الأبيض بالضغط بركبته على رقبة فلويد وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة قائلاً للشرطي عبارته الشهيرة (لا أستطيع التنفس). هذه العبارة التي أشعلت شرارة الاحتجاجات والمسيرات وخلفت وراءها الحرائق والدمار والسلب والنهب.. إنها بذور الكراهية التي نبتت كاشفة عن الوجه القبيح في بلد يعرف ببلد الحريات، وحقوق الإنسان.. أقوى دولة في العالم.. إنه الخلل في العدالة الاجتماعية.. والتمييز العرقي وغياب العدالة بين الأعراق. وحيث اجتاحت أيضاً هذه الاحتجاجات دولاً أخرى كبريطانيا التي شهدت احتجاجات واسعة في مدن عدة، فقد حول إسقاط تمثال لأحد تجار الرقيق خلال احتجاجات مناهضة للعنصرية في مدينة بريستول الجدل الذي تشهده بريطانيا مع كيفية التعامل مع بعض أكثر فصولها ظلاماً، وحيث أسقطت مجموعة من المتظاهرين المشاركين في موجة الاحتجاجات التي شهدها العالم تمثال إدوارد كولستون الذي جنى ثروة طائلة خلال القرن السابع عشر من الاتجار بعبيد من غرب أفريقيا، وحيث ألقى المحتجون الغاضبون بتمثاله في النهر، وحيث قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لكبار وزرائه إنه يتعين فعل المزيد للقضاء على التمييز وإتاحة الفرص في بريطانيا، وإن مجتمعنا أصبح أقل عنصرية بكثير مما كان عليه، وإن علينا أن نعترف صراحة بأن هناك الكثير الذي يتعين علينا فعله للقضاء على التمييز وإتاحة الفرص. وما الحصار الذي ضربته على وطننا دول الحصار في الذكرى الثالثة منه منذ الخامس من شهر يونيو 2017 إلا نتيجة بذور الكراهية التي نمت فجأة تجاه وطن وشعب يتقاسم معهم الحدود المشتركة والمصير المشترك الواحد.. والعادات والتقاليد.. والأسر المشتركة في ظل مجلس تعاون خليجي مشترك، لكن بذور الكراهية أبت إلا أن تجد من وطننا الصغير في مساحته.. العظيم في إنجازاته.. المبدع في أفكاره وطموحاته، الملهم في قيادته وحكومته الرشيدة.. بذور كراهية ولدت حسداً وبغضاً وضغينة، تجاه هذه الإنجازات والطموحات، فألصقت به تهم الإرهاب.. وتهم الدولة التي تغرد خارج السرب، وغيرها من الأوصاف والنعوت، لأن بذل الكراهية داخل أعماقهم المريضة، ونفوسهم الحاقدة.. ونواياهم الخبيثة، سببت كل مآسي هذا الحصار الجائر الظالم، وحيث فرقت بين الأسر الخليجية الواحدة، وقطعت وشائجها وصلة أرحامها، وانتهكت حقوق الإنسان فيها نفسياً – وجسدياً – واجتماعيا - واقتصاديا. وحيث أصبح إعلامهم الموجه بكل ما فيه من مواقع التواصل والسوشيال ميديا والذباب الإلكتروني وغيره إعلام القذارة والتطاول على الأعراض، وانتهاك الحرمات.. والشتائم والسباب، وبحيث أصبحنا نخجل أمام دول العالم المتحضر مما وصلنا إليه، وما أصبحنا عليه ليل نهار.. وما نرأه ونسمعه كل يوم.. وما لم نعهده أبداً في شعوبنا التي تربت على العادات والتقاليد العربية والإسلامية.. والسلوكيات والمبادئ الأخلاقية التي استقيناها زمناً من تعاليم ديننا الإسلامي العظيم ودستورنا الخالد القرآن الكريم.. ولكنها بذور الكراهية.. ولا حول ولا قوة إلا بالله. ◄ آخر كلمة أوجه شكري وتقديري للقائمين على رقم 16060 (البدالة) مع المواطنين والمقيمين الذين يقومون في الحقيقة بحلقة الوصل بين المواطنين والمقيمين وكل كوادر الهيئة الطبية بوزارة الصحة ومؤسستي حمد الطبية والرعاية الصحية الأولية بتلبية حاجات المراجعين والمرضى من الاستشارات الطبية مع الأطباء، والأدوية العلاجية في ظل جائحة كورونا (كوفيد – 19)، خدماتهم في الرد السريع.. توصيل الأدوية والمستلزمات الصحية للمواطنين والمقيمين بسيارات بريد قطر إلى المنازل والمواقع، شرف نفتخر به في ظل ما نراه من تلاحم وتكاتف وتعاضد لكل الجهود والطاقات في هذا الوطن العزيز في ظل هذه الجائحة العالمية.. أقول لهم من أعماق قلبي الله يعطيكم العافية.. وبارك الله فيكم. وللمقال بقية الأسبوع المقبل.