23 سبتمبر 2025

تسجيل

القتال آخر ما يحتاجه الليبيون

23 يونيو 2020

جاء التفاعل الدولي مع الجرائم التي ارتكبها الجنرال الانقلابي في ليبيا خليفة حفتر، ليعكس واقعا عربيا مؤلما تجاه الشعب الليبي، أحد تجلياته عدم الاستجابة المطلوبة للمآسي التي يعاني منها الشعب الليبي. ويشكل إعلان المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، امس بوجود أدلة على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ليبيا بعد العثور على مقابر جماعية في ترهونة، غرب ليبيا نافذة أمل لليبيين لتحقيق العدالة وحماية الشرعية التي تحكم في طرابلس، بينما تكافح قوى الشر لإجهاض حلم الليبيين في بناء دولة ديمقراطية مدنية. إعلان المحكمة الجنائية الدولية أنها لن تتردد في توسيع تحقيقاتها وملاحقاتها القضائية لتشمل جرائم جديدة بعد العثور على المقابر المذكورة يضاف إلى ما أعلن عنه أمس بقرار مجلس حقوق الانسان في الأمم المتحدة إرسال بعثة تحقيق إلى ليبيا تكلف بتوثيق التجاوزات التي ارتكبت في هذا البلد منذ عام 2016. وما يثير الدهشة أن مجموعة دول أفريقية هي التي قدمت مشروع القرار في شهر مارس الماضي، بينما لم تلتفت الجامعة العربية إلى المآسي التي يعاني منها الشعب الليبي ولم تتحرك إلا لنجدة الجنرال الانقلابي بعد تلقيه هزائم متتالية في غرب ليبيا وانهيار مشروعه الذي ترعاه بكل أسف عدة دول بينها دول عربية. على أن اعتراف الجامعة العربية بحكومة الوفاق الوطني يعد اعترافا منقوصا ازاء صمتها المريب عن الانتهاكات الموثقة ضد المدنيين الليبيين وسبق ونددت الحكومة الليبية، أكثر من مرة، بما قالت إنه دعم عسكري تقدمه كل من مصر والإمارات وفرنسا وروسيا لعدوان مليشيا الانقلابي خليفة حفتر على العاصمة طرابلس، الذي بدأ في 4 أبريل 2019 ولم تتحرك الجامعة العربية منذ هذا الوقت لعقد اجتماع تنتصر فيه لليبيين. لقد قوبل تلميح بعض الدول العربية بالتدخل في ليبيا بعد هزيمة حليفها حفتر باستهجان الأمم المتحدة، التي أعلنت أمس أن القتال آخر ما تحتاجه ليبيا، داعية كافة الأطراف الليبية والإقليمية إلى التهدئة ومنع التصعيد، لأن الذي يدفع الثمن في النهاية هو الشعب الليبي ولعل هذا الموقف يحرك جامعة العرب لتنتصر للشعب العربي في ليبيا الشقيقة.