19 سبتمبر 2025

تسجيل

ولا تصعّر خدك للناس

23 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قال تعالى: ﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [لقمان:18]. يقول الإمام الطبري: (وأصل الصعر داءٌ يأخذ الإبل فـي أعناقها أو رؤوسها حتـى تلفت أعناقها عن رؤوسها، فـيشبه به الرجل الـمتكبر علـى الناس).وهذه موعظة أخرى من مواعظ لقمان الحكيم لابنه الشاب، ينهاه عن التكبر والتعالي على الناس، وذكْر الله سبحانه وتعالى لمواعظ لقمان في القرآن هي بمثابة أوامر ونواهي منه سبحانه للمؤمنين، فالنهي هنا للناس عامة عن هذا الخلق السيئ، وهو يتناسب مع مرحلة الشباب بشكل كبير، حيث يكتمل في مرحلة الشباب البناء الجسمي للإنسان، وتبرز عضلات الرجل وبنيته القوية، كما تبرز مفاتن المرأة ويكتمل جسمها وبنيانها، مما يغري الشاب أو الفتاة لأن يغتر بجسده أو تغتر بجسدها، فيصاب أو تصاب بداء الغرور، والذي قد ينعكس أثره على المشية، فترى الشاب أو الفتاة يمشون مشية فيها تكبر وخيلاء، كما قد يتفاخر بعض الشباب بالنسب والعرق والقبيلة تكبّراً وعلواً، لذا نجد أن هذه الآيات تعالج المشاكل التي قد تعتري بعض الشباب في هذه المرحلة. وفي دراسة نفسية لفترة المراهقة والشباب يقول أ.ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ اﻟﻤﻘﺮن: "الغرور قد يبدأ من مرحلة المراهقة، وبدايته جذب الأنظار، والاعتراف بتميزه على أقرانه، طمعاً في أن ينزله مجتمع الكبار منزلاً يناسب نموه وتطوره، ثم بعد ذلك يتطور التمركز حول الذات بتكرار المواقف، وقد يأخذ الغرور شكل التعالي على الزملاء، وازدراء الناس والبحث عن العيوب، والإسراف في المال والاعتماد عليه، والخيلاء، وتصعير الخد، والتبختر وقلة المبالاة".ولقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الكبر، "فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس" رواه مسلم، وغمط الناس: احتقارهم.فالدعوة في هذا الشهر الفضيل أن ننقي أنفسنا من الشوائب، وأن نصلح من سلوكياتنا وأخلاقنا، ومن تعاملنا مع الناس، فالدعوة هنا أن يتواضع صاحب المنصب والجاه والمال مع غيره من الناس، وبالذات مع من هم أقل منه منصباً وجاهاً ومالاً، والدعوة أيضاً بألّا نجد لأنفسنا أعذاراً واهيةً، ونلبسها ثوب الهيبة أمام من هو أقل منا، فرسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ضرب لنا مثالاً رائعاً في التواضع لم يقلل من هيبته أمام الناس، ومن يتعذر بأنه يريد أن يفرض هيبته، فهذا لقصور وعيب عنده يغلفه بثوب الكبر والتعالي.