18 سبتمبر 2025

تسجيل

أسلوب الترغيب والترهيب في الإدارة

26 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يقول الله تعالى (مخبراً عن ذي القرنين): ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا * قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا﴾ [الكهف: 86-88]. أسلوب قديم متجدد في الحكم والإدارة والقيادة، وهو أسلوب فعّال لمن أحسن وأتقن وأخلص في استخدامه، فهناك من القادة والمديرين من لا يستخدم أسلوب الترغيب والترهيب بتاتاً، وهذا ما قد ينعكس على أداء مرؤوسيه، فتجد المخلص المتفاني يخفت بريقه ويقل تألقه مع مرور الزمن، وتجد الكسول الغير مبالٍ يزداد في إهماله وتسيبه، وهناك من القادة والمديرين من يسيئ في استخدام هذا الأسلوب، فقد تراه يسن اللوائح والقوانين والتي فيها ترغيب وترهيب، ولكن تجده يحرص أشد الحرص على تطبيق العقوبات والخصومات ضد المخالفين والمقصرين، ولكنه لا يلقي بالاً لمن اجتهد وأخلص وأبدع في عمله، كما قد تجد أحد هؤلاء القادة والمديرين يصدر قراراً تعسفياً شديداً على مرؤوسيه بحجة أن أحد الموظفين أو المرؤوسين قد ارتكب خطأً ما، فيكون من السهل على هذا القائد أو المدير أن يصدر تعميماً مشدّدا يشمل الجميع، وهذا ما يذكرني بأسلوب المعلم الذي يستخدم أسلوب العقاب الجماعي، فذلك المعلم قد يجد خطأً ما في فصله، ولا يستطيع – لضعف عنده – من أن يصل إلى مرتكب ذلك الخطأ، فأسهل شيء لديه يكون هو العقاب الجماعي، وهو ما ينكره الخبراء التربويون على بعض المعلمين.وهناك نوع أخير من القادة والمديرين، وهم كذي القرنين الذي ذكر في الآيات السابقة، فقد توعد بالعقاب والعذاب لكل مسيئ وظالم، وأما من آمن وأصلح فقد وعده بالجزاء الحسن. كما أن هذا النوع الأخير من القادة والمدراء يكون لديه من الحكمة والفطنة في استخدامه لأسلوب الترغيب والترهيب، فقد يستخدم الترغيب مع بعض الموظفين أكثر من الترهيب، كما قد تجده يستخدم أسلوب الترهيب أكثر مع البعض الآخر، ويرجع ذلك لأن بعض الموظفين من يتقن أكثر ويكون دافعه أكبر في العمل، إذا وجد مساحة من الحرية في العمل، ولقي تقديراً ومكافأةً على اتقانه وابداعه، وأما البعض الآخر فهو على النقيض من ذلك، فإن توفرت له مساحة من الحرية في العمل، ووجد تساهلاً ووداً من رئيسه، قابل ذلك بالإهمال والتسيب وعدم الاتقان، فمثل هذا النوع من الموظفين يحتاج إلى ترهيب أكثر من الترغيب، وهذا ما يجعل دور القائد أو المدير أصعب، لذا نجاح أي مؤسسة أو إدارة لا يكون إلا باختيار القائد أو المدير المحنك الفطن الحكيم.