12 سبتمبر 2025

تسجيل

مصاحبة الآباء للأبناء

29 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قال تعالى عن سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام: "فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ" [الصافات:102]. (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ)، وهذا يدل على المصاحبة والصداقة التي نشأت بين الأب وابنه، ومع اختلاف أهل التفسير بالمقصود بالسعي هنا، هل هو سعي العبادة أم سعي العمل أم سعي المشي في الحوائج، لكنها جميعاً تدل على المصاحبة التي حرص عليها سيدنا إبراهيم عليه السلام مع ابنه إسماعيل عليه السلام عندما بلغ ثلاثة عشر سنة، وقد ذكر الألوسي في تفسيره للآية: (أي فوهبناه له ونشأ، فلما بلغ رتبة أن يسعى معه في أشغاله وحوائجه، و{مَعَ} ظرف للسعي وهي تدل على معنى الصحبة واستحداثها).ومصاحبة الأب لابنه والأم لابنتها في فترة المراهقة والشباب أمرٌ في غاية الأهمية، لما لها من دور في منح الابن والبنت الشعور بالأمن والأمان والقرب والمودة والحب والثقة والتقدير والاحترام، ولقد غفل بعض الآباء عن هذا الأمر فبات أولادهم وبناتهم يبحثون عن الصداقة والمصاحبة خارج أسوار البيت، ولا أقصد هنا الصداقة والمصاحبة الفطرية الاجتماعية الطبيعية لدى كل الناس، فالإنسان بطبعه كائن اجتماعي، ويبحث عن الصداقة دائماً، ولكن أقصد تلك الصداقة والمصاحبة السلبية، التي تبحث عن معان رئيسية في العلاقات الاجتماعية، افتقدها الشاب أو الفتاة في بيته، وبات يبحث عنها في الخارج، كمعاني الحب والمودة والثقة والتقدير والاحترام، كما قد ينشأ عن تلك الصداقات السلبية، مصاحبة أصدقاء السوء، أو مصاحبة أصدقاء ورفقاء من الجنس الآخر، يقول الدكتور عبد الحميد هاشم أستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة: (إن العلاقة بين الأبناء والآباء هي المسؤولة عن تنشئة طفل سليم نفسيًّا، فكلما توطَّدت هذه العلاقة أصبح أكثر ثباتًا في مواجهة الحياة، ويدعم ثقته بنفسه، وكلما ضعفت أدت إلى كبح وإعاقة النمو النفسي الشخصي، وافتقاد الطفل لحاجات الحب والانتماء، وأن الصداقة تعتبر خير وسيلة لنجاح العلاقة بين الآباء والأبناء).وكما في الأمثال الشعبية السائدة (إن كبر ابنك خاويه)، فهي دعوة للآباء والأمهات أن يكونوا قريبين من أبنائهم، يستمعوا إليهم، ويحاورونهم، ويشاركونهم هواياتهم المختلفة، ويحضرني هنا أحد الأصدقاء المقربين، فابنه الكبير ذو الثمانية عشر عاماً لديه موهبة إعلامية، ويقدم حلقات هادفة تهم الشباب والفتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، احتاج ذلك الابن إلى من يمثل دور الأب في إحدى حلقاته، فما كان من صديقي (أبا محمد) إلا أن شارك ابنه في هذه الحلقة، مع العلم بأنه لا يملك موهبة التمثيل، ومع ذلك كانت تلك الحلقة من الحلقات المميزة والمؤثرة. فيا أيها الآباء والأمهات، كونوا قريبين من أبنائكم وبناتكم، وخير أصدقاء لهم.