27 أكتوبر 2025
تسجيلمنذ أكثر من عشر سنوات، وفي محاضرة له في إحدى دورات معرض الدوحة الدولي للكتاب، ذكر الكاتب الروائي المصري (جمال الغيطاني)، أن الأدب العربي هو النافذة المتسعة التي يمكننا الولوج عبرها إلى العالم، أي أن نمنح العالم ثقافتنا مثلما ظل يمنحنا ثقافته لسنوات طويلة، وبذلك يتعرف الناس على الثقافة العربية والإسلامية، ويأتي بعد ذلك التآلف الذي نتمناه ونرجوه بين كافة الشعوب.ما قاله الغيطاني نظريا في ذلك العام البعيد، لا نجده قد طبق منه إلا القليل حتى اليوم، ما زالت الثقافة العربية في أغلب منتوجها، ثقافة محلية ما عدا بالطبع حظوظ بعد الشعراء والكتاب من أجيال مختلفة، ممن استطاعوا العبور إلى ثقافات أخرى، عن طريق علاقات فردية في الأغلب، ما زال المترجمون المحليون، يعربون الكتابة من لغات أخرى ويبعدون حتى ترجمة بيت من الشعر إلى لغة أخرى هم يتقنونها، ويمكنهم أن ينقلوا إليها، ولم أجد حتى الآن إلا مؤسسات قليلة تهتم بنقل ثقافتنا للآخر، بعكس عشرات غيرها، ينصب اهتمامها على نقل الثقافة الأخرى إلينا.. وبالنسبة للمترجمين، بلا شك إن جزءا كبيرا من ترددهم في الترجمة من العربية، هو الخوف من عدم وجود ناشر غربي يتولى العمل، وهذا ما يحدث في الواقع بالفعل، حين يغامر أحدهم ويترجم عملا.المحصلة: إننا الآن نعرف مئات الكتاب من جميع أصقاع الدنيا، نحرص على اقتناء كتبهم المترجمة، ونقرأهم بمتعة، ولا تعرف الدنيا من كتابنا سوى عشرة أو عشرين اسما هي بعينها، نفس الأسماء التي تتسكع عبر جميع اللغات، تسافر باستمرار للقاء الآخر مباشرة، وربما تحصد شيئا من الجوائز التي يمنحها الغرب أحيانا للعرب. لقد ذكر بعض المستعربين الحريصين على ثقافة العرب، ويحاولون الزج بتلك الثقافة في أي فرصة يجدونها خارجا: إن العرب أتيحت لهم فرصة أن يأتوا مدججين بترجمات كتابهم إلى معرض فرانكفورت الدولي الكبير، الذي كان الأدب العربي ضيفا عليه في عام 2004، لكنهم أتوا بعدد غير قليل من الوجوه التي تعرفها فرانكفورت وروما وباريس، وبنفس الأزياء الإبداعية القديمة من دون تجديد.أخيرا.. أحيي أولئك المستعربين العنيدين في تفاعلهم مع الثقافة العربية، ومنهم من يصر على ضرورة وجودها في أي محفل دولي، وبعضهم يدرسها في الجامعات التي يعمل بها، ولو تضافرت جهودنا مع أشخاص مثل هؤلاء، لنجحنا في العبور بمبدعينا كلهم.