10 سبتمبر 2025
تسجيلكثيرة هي تلك اللحظات التي تشعر فيها أنك تقف بعيدًا عن ذاك المكان الذي يجدر بك أن تكون فيه، (نعم) تدرك ومن الأعماق أنك على أرض الواقع غير أن ما يربطك به لا يمت له بصلة، فأنت حيث تلك البقعة التي تفقد فيها قدرتك على قياس ما حولك كما يجب، والحق أن البقاء هناك يُقلص حجم كل ما يدور في العالم؛ لتصبح كل الأشياء عادية ومألوفة على الرغم من أنها ليست كذلك بتاتا، فكل لحظة تستحق منك معايشتها؛ لمعرفة تلك التفاصيل التي تميزها عن غيرها، واختيار الأفضل منها؛ كي يأخذ حيزه منك. حقيقة سبق لي أن كنت في تلك البقعة، وعايشت معنى غياب القدرة على قياس ما يدور من حولي؛ لترحل تلك اللحظات الجميلة بكل تفاصيلها، ولكن صباح هذا اليوم شعرت بما يحثني على الخروج من هناك والعودة إلى هنا، ولا علم لي إن كانت بسبب كلمة قد قالها أحدهم؛ ليُحملني على العودة؟ أم أنها بسبب دعوة صادقة قد رفعها من رفعها؛ كي ينعم الله عليَّ بهذه العودة المتواضعة؟ والحق أن التنقل بين تلك التساؤلات قد وصل بي حيث هذه الحقيقة، وهي أني قد صرت (هنا) فعلًا. وماذا بعد؟ قد تختلف الأسباب التي تُجبرك على البقاء (هناك)، وما يفرض ذاك الاختلاف هو ما نحن عليه أصلا، فكل الأحداث التي مررنا بها وتراكمت على ظهر الحياة جعلتنا نتفق على (نقطة الاختلاف)، التي يجدر بنا مغادرة بقعتها على الفور، وهو ما يمكننا القيام به حين ندرك حاجتنا إلى القيام بذلك، فهناك الكثير مما ينتظرنا، وننتظر تحقيقه والقيام به بقياسات صحيحة ستعطيه قيمته الفعلية. لا شك أن هناك من فاته الكثير في هذه الحياة؛ بسبب غياب قدرته على قياس ما يدور من حوله كما سبق وأن ذكرت آنفا، وله فلتكن هذه الكلمات: لا يمكنك الاعتماد على غيرك؛ ليأخذك (حيث يجدر بك أن تكون)، فالمسؤول الأول والأخير عن تلك العودة هو (أنت)، وحدك فقط من يستطيع إنجاز تلك المهمة، وحدك فقط من يعرف أين توقفت ومتى؛ ليسمح بتلك العودة التي تملك الكثير من الإجابات التي ستُعيد إليك سعادتك، التي ولربما حسبتها قد تلاشت غير أنها ما زالت متماسكة من أجلك، وكل ما كانت تترقبه هو أن تستعيد رغبتك بالعودة إليها من جديد فتنتعش وتعيش. وعليه.. فلتبدأ من جديد، ويكفي أن تكون البداية من تلك النقطة التي وَقَفت على رأسها وتوقف معها تفكيرك بالحياة، التي تحمل لك الكثير في جعبتها، وتترقب منك التقرب أكثر؛ لأخذ نصيبك منها وتسليمها كل ما هو لها من إبداع يُميزك ويُحسب لك، ويستحق أن تعود به ومن أجله.