15 سبتمبر 2025

تسجيل

الهويّة العربية

23 مايو 2021

حرصاً من وزارة التعليم والتعليم العالي في قطر على تعزيز الهوية الوطنية والقيم الإسلامية والحفاظ على اللغة العربية، ألزم قطاع شؤون التعليم الخاص جميع المدارس الخاصة بتقديم مواد إلزامية لكل المراحل الدراسية من رياض الأطفال إلى الصف الثاني عشر مادة اللغة العربية، التربية الإسلامية، التاريخ القطري، واستقبل الجمهور خاصة أولياء الأمور القرار الصائب بتجاوب كبير لما له من أهمية في تنشئة الأطفال وتعليمهم تعاليم دينهم الإسلامي ولغتهم العربية وتاريخ قطر الذي يُشّكل الهوية القطرية. والمراقب لوضع الطلبة الصغار ممن يدرسون في مدارس أجنبية خاصة يجد أنهم بعيدون كل البعد عن الهوية العربية والقطرية وإن كانت بعض المدارس تقدم حصصاً للغة العربية والدين اختيارية للطلبة وربما في أوقات يكون الطالب استهلك طاقته في المواد الأخرى، ناهيك عن التحدث والمراسلات مع الطلبة كلها باللغة الانجليزية مما لا يسمح للطالب بممارسة اللغة العربية إلاّ في أداء بعض الواجبات التي يشعر بأنها ثقيلة وأنه غير قادر على التحدث بها لغرابتها خاصة اللغة العربية الفصحى!؟ لا ننكر أهمية اللغة الانجليزية في عصرنا، حيث تعتبر اللغة الأولى في التخاطب والتفاهم، كما أنه من المحبب تعّلم لغات متعددة على ألا يكون ذلك على حساب اللغة الأم، فمن فقد لغته الأم فقد هويته وأصبح مسخاً من هويات متعددة لا ينتمي إليها فعلياً وسيجد نفسه في فترة من مراحل حياته ضائعاً ولا يمكنه الاندماج مع المجتمع ومتطلباته، وربما تُقّبل بعض العائلات على إلحاق أبنائها بالمدارس الخاصة لاعتقادها بأن التعليم في تلك المدارس أكثر صلابة وتَحضّراً، وأن الوسائل المعتمدة أكثر تطوراً من المدارس الحكومية إلاّ أن الحقائق تثبت أن المدارس الحكومية والتي خَرّجت أجيالاً واعين مثقفين أكثر دراية بهويتهم العربية وأكثر معرفة بتعاليم الدين الإسلامي وأصول الفقه وتاريخ العرب لما كان التركيز على هذه المواد في التعليم سابقاً، وما زالت رغم بعض الملاحظات على المناهج الدراسية في المدارس الحكومية إلاّ أنها تظل قريبة من الهوية العربية أكثر من المدارس الأجنبية التي تُخّرج أجيالاً متأثرين بالثقافة الغربية، فتجدهم في الأماكن العامة يتحدثون فيما بينهم باللغة الإنجليزية بل ويساعدهم الأهل في ذلك ويغّربونهم أكثر وتستاء عندما تسمعهم باللغة العربية الركيكة، وعدم مقدرتهم على التواصل بشكل متواصل بها. وساعدت شبكات التواصل الاجتماعي في تغّريب الجيل الجديد، فنجد إقبالهم على المواقع الإلكترونية والألعاب الأجنبية ويتهافتون على الشخصيات المؤثرة الغربية، في حين أنهم لا يعرفون أياً من المواقع أو الشخصيات العربية، وهذا ما يجعلهم في تغّريب مستمر وانسلاخ من الهوية خاصة إذا لم يتم توجيههم من قِبل الأهل. وأعتقد أن قرار إلزام المدارس بالمواد العربية والدين والتاريخ القطري خطوة إيجابية في عودة النشء لعروبتهم ودافع لتمسكهم بدينهم الإسلامي وتعاليمه حتى لا يكونوا مجرد مسلمين بالاسم ويجهلون التعاليم الدينية وأركان الإسلام وأحكام الفقه التي إذا ما شبوا عليها تمسكوا بها العمر كله وهذا لن يحدث إلاّ بتعاون الأسرة والمدرسة، ربما ينظلم جيل لم يتلق التعليم العربي كما يجب قبل فرض هذا القرار ولكن أن يبدأ متأخراً أفضل من ألا يبدأ أبداً، هذا الإلزام بالمواد الأساسية لكل عربي ومسلم وقطري. • خطوة يُشكر عليها القائمون على وزارة التعليم والتعليم العالي، وأعتقد أنه من الجيد الالتفات للمدارس الخاصة، وبالإضافة لفرض المواد الإلزامية، لابد من مراقبة رسوم التسجيل ومصروفات تلك المدارس. ‏[email protected] ‏@amalabdulmalik