18 سبتمبر 2025
تسجيلمن الأمور القديمة التي ما زالت في الذاكرة الباعة المتجولون الذين يجلبون البضائع لبيعها للأهالي في القرى النائية آن ذاك حيث كانت في مجملها عبارة عن ملابس للجنسين وألعاب وبعض العطور والبخور والأحذية أجلكم الله حيث لا توجد محلات في تلك الفترة إلا نادراً ربما بقالة واحدة أو اثنتان، وكان هؤلاء الباعة الجوالون يتجولون في الأزقة الضيقة وبعضهم يحضر من الدول المجاورة بالأخص من منطقة الأحساء لقربها من قطر مسافة ومن أشهر هؤلاء الباعة والذي كان له صوت مميز وعبارة يعرف بها خنا شرايط يرددها لجلب الزبائن، وكان يبيع أدوات التجميل البسيطة من كحل وعطور وشرائط التي يربط بها شعر النساء صغار وكبار كذلك كان يبيع بالدين في بعض المرات، ومن أشهر التجار كانت بعض النسوة من عائلة البلوش الكرام من الأوائل المغتربين الذين سكنوا قطر وعملوا بالأخص في مستشفى النساء والولادة آن ذاك يعرف بمستشفى حمده الذي كان في الرّميلة، فبعض من هؤلاء النسوة كن يعملن بائعات جوالات يدرن على القرى وأشهرهن فاطمة وشيخة رحمهما الله أحياء كن أو أمواتا وكُن كذلك يبعن بالدين إلى أجل قريب يعني في الزيارة المقبلة وكُن يجلبن كل ما هو جديد وبسيط ويتماشى مع حياة الناس البسيطة التي كانت تناسب وضعهم المادي الذي كان أقل من البسيط، وكنا نفرح بالأشياء الجديدة رغم بساطتها إلا أنها كانت تجلب لنا الفرح والسرور ونحس بالشعور بالتباهي بين الأصدقاء، أما في هذا الزمان أصبح الجديد من اللبس أو الأشياء الأخرى شيئا عاديا أو أقل من العادي سيان لم يعد يجلب الفرح ولا السرور ؟؟ فأكثر الأشياء جديدة فربما يمر عليها زمن لم تستخدم وقد يكون مصيرها الرمي ؟؟ حتى الأطفال الذين هم صغار يكون عندهم كل شيء عادي جديد أو غير ذلك فقدوا تلك الفرحة والغبطة التي كنا نشعر بها آن ذاك فتعال وانظر هذه الأيام الشباب من رأسه إلى إخمص قدميه ماركات مختلفة وبعضها مزيف والآخر أصلي باهظ الثمن، وفي حقيقة الأمر لم تعد تعرف الأصلي من التقليد للتشابه الكبير بينهما وخاصة الذي يجلب من شرق آسيا لدرجة أن بعض المحلات التي تبيع الماركات الأصلية تخلطه بمقلد درجة أولى في الساعات المعروفة وحقائب النسوة والأحذية، ونعلم أن النساء تختل عندهن برمجة المخ عندما يدخلن محلات الماركات ولا يميزن الأصلي من المقلد المهم إن فلانة اشترت وهي ليست أحسن مني ؟؟ وهُن يتنافسن على السبق في حيازة مثل هذه البضائع التي تشق على رب الأسرة أو تقضم الرواتب كاملة وإن قلت لا فسوف تجد الصد والنكران وفي نفس الوقت الحرمان والهجران ويضطر الرجل المسكين أن يُنفذ كي لا يفقد متعته الوحيدة ؟؟ وآخر الكلام كم هو جميل أن يعود الإنسان إلى أرشيف ذكرياته ويتذكر كل ما هو جميل فيه وفي نفس الوقت يُجاري الواقع الذي يحتم بأن تغرد داخل السرب وإلا سيف التحرير ينتظرك لكي يطيح برأس المقال ويعود بك إلى بيت الطاعة فقد يكون معذورا أو أنه فعل غير مبرر ......