12 سبتمبر 2025

تسجيل

فكر في حاضرك حتى وإن كان المستقبل يشغلك

23 مايو 2015

عقل المرء منا ينشغل بما يشغله؛ لذا فإنه ومن الطبيعي بأن يكون للحياة نصيبها من ذلك، ولكن ومما لاشك فيه أن انشغالنا بها سيبدو مختلفاً، تُبرره طبيعة تفكيرنا، فمنا من ستشغله حياته بحسب ما فيها من أولويات، ومنا من ستشغله بحسب ما فيها من أهداف ومصالح، ومنا أيضاً من سينشغل فيها (بها) عن كل ذلك؛ لينصرف نحو التفكير بكل خطوة مستقبلية سبق وأن أخذت حيزاً من ماضيه، فهو ما اعتمد عليه من قبل، وسيظل يفعل حتى ينجح في كل محطات حياته، وإنه من الجيد تماماً أن نفعل جميعنا ذلك، ولكن بعد أن ندرك أهمية تطويع الماضي بشكل جيد ومُشرف للمستقبل، دون أن نُسرف في التخطيط ولدرجة ستشغلنا عن التركيز على الحاضر وما يكون فيه؛ لأنه وإن حقق لنا ما نريده وفي مرحلة من المراحل، إلا أنه سيسلبنا لحظاتنا التي سنبكي عليها فيما بعد، وتحديداً حين نفرغ من كل شيء، ولا يظل معنا سواه الوقت، الذي سنخصصه لمراجعة ما كان، وسنخضع فيه للمحاسبة، التي سندرك معها أننا قد خسرنا الكثير، مما لم ندركه وبشكل جيد في حينه، فنشعر بالأسف على ما مضى، ونتمنى لو أننا قد تفرغنا لذاك الزمن حين كان كل ما نملك. أحبتي: إن بلوغ مرحلة الأسف يعني أن الخطأ قد وقع منا في مرحلة من المراحل، والحق أن الخطأ وارد في الحياة، ونحتاج إليه في سبيل إدراك الصواب، ولكن ذلك لا يُبرر لنا استمرارية دوران عجلة الأمر وكأننا نفعل الصواب في كل مرة، بل على العكس هو ما يُجبرنا على التوقف؛ للتفكير وبشكل صحيح بكل ما سبق لنا وأن قمنا بفعله، حتى ندرك ما يجدر بنا فعله في مراحل لاحقة، وهو ما يعني أن المستقبل وإن كان له حق علينا، فإن حاضرنا يملك ذات الحق، الذي يجدر بنا التمسك به دون أن نفرط بتاتاً؛ لنعيش تفاصيله كما يجب، ونقدم له ما يستحقه منا، فننعم بسلام سيلون الحياة ويجعلها تبدو أجمل بكثير بتلك الألوان الزاهية، لدرجة أننا سنقبل عليها بكل ما نملكه من أحاسيس ستدفعنا دفعة قوية نحو البحث عن المزيد من كل ذاك الذي سيجعلنا نعطي أكثر. حين يتعلق الأمر بالعطاء فلاشك أن للزاوية الثالثة دورها الذي لن تتخلى عنه بتاتاً ويكون من خلال تسليط الضوء على الموضوع؛ لمعرفة وجهات النظر المختلفة المتعلقة به، على أمل أن يجد كل واحد منا ضالته، وعليه إليكم ما هو لكم أصلاً.من همسات الزاوية عزيزي القارئ: إن بلغت هذه السطور فلاشك أنك قد أدركت ما نتحدث عنه، فإن كنت ممن فاتهم جميل ما كان من الماضي؛ لانشغاله بالتخطيط لمستقبله، فلا تحزن البتة على ما فات فالخير فيما تبقى لك من حياتك، ويجدر بأن تغير فيه الآلية المُتبعة، والتي تنص على ضرورة الاستمتاع بالحاضر، مع التخطيط وبشكل جدي وبسيط بين الحين والآخر، فإن فعلت فستجد وبإذن الله كل ما تريده وستحصد كل الخير الذي تطمح إليه، وحتى يكون لك ذلك فليوفقك الله.