13 سبتمبر 2025

تسجيل

مجتمعاتنا وآثار الثورات(2)

23 مايو 2013

تحدثنا في الأسبوع الماضي عن ما أفرزته الثورات العربية من آثار في المجتمعات، وتحديداً الآثار السلبية، وهذا بالطبع لا يعني أن تلك الثورات لم يكن لها من الإيجابيات على الصعيدين الداخلي والخارجي، ولكننا أردنا أن نسلط الضوء هنا على بعض السلبيات التي عانت وما زالت تعاني منها الشعوب التي خاضت غمار الثورات، والشعوب المجاورة التي استقبلت النازحين إليها، وفتحت للمهاجرين من الجوار أراضيها وبيوتها ومدارسها ووظائفها، فاصبحت تلك المجتمعات عبارة عن خليط من المجتمعين، إن لم يكن أكثر كما حدث في كثير من المجتمعات كالأردن على سبيل المثال فقد أصبحت الان عبارة عن خليط من الشعوب الأردني والفلسطيني والعراقي والليبي والتونسي والمصري والسوري وعدد لا بأس به من الإخوة اليمنين وهذا بالطبع له الكثير جداً من الاثار الظاهرة الواضحة، والآثار على المدى البعيد مما سيظهر على الأجيال التي عاشت سنوات طويلة مع بعضها البعض درست معاً فاكتسبت من احتكاكها المباشر بكل تلك الجنسيات لهجات وعادات ومعتقدات ربما في المجمل تكون متقاربة لقرب المنطقة العربية، ولكن بالتفصيل فيها من التباين والاختلاف الكثير، فوعى البعض منهم ايجابيات ذلك الاختلاف وامتص البعض الآخر سلبياته البارزة. ولايمكن لأحد هنا أن يغض الطرف عن الأضرار التي لحقت بنفسيات أبناء تلك الشعوب التي حرمت من ممتلكاتها وأموالها وحقوقها وحرمت من الأمن والأمان فأصبحت بين عشية وضحاها مهجرة تعاني قسوة الحياة اليومية وصعوبة الحصول على الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها، ويعاني المجتمع الأصلي من صعوبة التعاطي مع كل ذلك الكم الهائل من المدخلات المجهولة بالنسبة له .. كل ذلك وغيره مما لم نتطرق له هنا سبب المشاكل والكثير من الجرائم التي تبكي العيون وتدمي القلوب والتي ستحتاج تلك الشعوب لسنوات طويلة وخطط ذكية لمواجهتها.