10 سبتمبر 2025

تسجيل

فوضى الأرقام!

23 مايو 2012

لم تشهد الأرقام الموضوعة على قمصان (أو فانيلات) اللاعبين " فوضى " أو عشوائية " كالتي نشهدها في عصرنا الحاضر!! فقد تجاوزت حدود المعقول!! فصرنا نشاهد رقما مثل (88) وآخر (77) وثالثا (55) و... لم يعد ينقصنا سوى أن نشاهد رقما أو أرقاما تمثل رقم جوال اللاعب نفسه!! أو أرقام لوحة سيارته.. أو تاريخ ميلاده على فانيلته؟! لأن العملية لم يعد لها ضابط ولا رابط؟! ولا حتى ينطبق عليها التعليق القانوني (على المتضرر اللجوء إلى القضاء)!! فحتى هذا غير متاح لأن قانونا يجيزه لم يصدر بعد في أي مكان ولا أي زمان؟! تعالوا نتابع الحكاية من أصلها.. فنبحث عن جذورها.. ونقرر أولا وقبل كل شيء أن الأرقام التي توضع على قمصان اللاعبين مهمة بل وضرورية لأنها تسهل على كل متفرج ومشاهد ومتابع وناقد معرفة هوية اللاعبين وتسهل مهمة وعمل الحكام خاصة عند إقدامهم على اتخاذ قرارات لصالح أو ضد مصلحة اللاعبين.. ولذا فإن حدوث " فوضى " أو عشوائية في الأرقام ضار وفاسد للعبة!! أية لعبة رياضية لا كرة القدم فحسب!! ولتتبع " جذور المشكلة " رجعنا لمراجع تاريخية فوجدنا أن أول ظهور لأرقام على فانيلات اللاعبين تعود تحديدا إلى يوم 25 أغسطس 1928عندما استخدمها لاعبو أرسنال وتشيلسي الفائز مساء السبت الماضي ببطولة (دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى) في إحدى مباريات الدوري الإنجليزي قبل أن يفرضها قرار الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم على كل الفرق إجباريا في العام 1933 حيث يرتدي لاعبو فريق الأرقام من 1 إلى 11 والفريق الآخر من 12 إلى 22 (!!).. وفي العام 1954 قرر الاتحاد الدولي (فيفا) الاتحاد البرازيلي نسي إرسال لائحة بأرقام قمصان لاعبيه المشاركين في بطولة كأس العالم لعام 1958.. مما دفع الحكم الأورجواي " لورينزو فيليتزيو " " إلى اختيار أرقام للاعبي البرازيل عشوائيا.. فحصل جارينشا وزاجالو على الرقمين 7 و11 وذهب رقم 10 إلى بيليه وهو الرقم الذي اشتهر به وأصبح أشهر رقم لاعب كرة في العالم أجمع.. واشتهر به فيما بعد الأسطورة " مارادونا " وعند اعتزاله طلب الاتحاد الأرجنتيني من " فيفا " شطب هذا الرقم (10) نهائيا تكريما للاعبه " المعتزل " لكن " فيفا " رفض!! بحيث أن يتم اختيار الأرقام من 1 إلى 24 – وبدون الرقم 10 واليوم فإن أشهر وأحسن لاعب في العالم الأرجنتيني " ميسي " يحمل على قميصه نفس الرقم. وليس غريبا أن تتنافس الجماهير الكروية في شراء واقتناء القمصان التي تحمل أرقام لاعبيها " المفضلين " ويبدو أن عدوى وضع الأرقام انتقلت لتوضع على سراويل اللاعبين.. والخلاصة نطالب الفيفا واتحادنا والاتحادات الأخرى بوضع حد لفوضى الأرقام فهي فوضى غير خلاقة كما هو متداول في السياسة..