12 سبتمبر 2025

تسجيل

سنوات مرت كالبرق

13 أبريل 2014

بمناسبة مرور 37 سنة على صدور مجلة الصقر الرياضية، أقول إن من لا ماضي له ليس له حاضر ولا مستقبل ! هذا هو خير استهلال لهذه الزاوية التي نأمل أن تكون بمثابة دروس وعظات وعبر.. واستذكار للتاريخ الرياضي القطري والعربي الحافل بالكثير من الأحداث والبطولات - إحرازا وتنظيما، حيث نجحت المجلة طيبة – الذكر- في تخليد وتدوين كل تلك الإنجازات خلال فترتي إصدارها بدءا من العدد الأول الشهري الصادر مارس 1977 ، ولحسن الحظ والمصادفة فإنه قد مضى على ذلك الإصدار 37 سنة تقريباً وليس من باب المبالغة أن مجلة الصقر كانت تعد في ذلك العصر نقلة كبيرة شهدها الإعلام العربي المعاصر بل إن البعض يشبهها بقناة الجزيرة العالمية في عصرنا الحالي - وهي تعد من إنجازات هذا البلد الطيب الكريم السباق في تطوير الإعلام العربي – عامة - والرياضي خاصة والميزة الأولى للصقر أنها كانت جامعة لكوادر إعلامية متميزة من كل الوطن العربي، وتأكد ذلك عبر تغطيتها لكل الأحداث الرياضية بكل حيادية وموضوعية. لذلك تهافت على شراء واقتناء أعدادها القراء في كل بلد عربي إلى درجة أنه يتم حجز نسخها قبل صدورها وفي إمكان أبناء الجيل الحالي طرح استفساراتهم وسؤالهم عن هذه النقطة على آبائهم. والسؤال الذي أطرحه اليوم لماذا صدرت تلك المجلة المتخصصة في الشؤون الرياضية ولماذا تحولت من شهرية إلي أسبوعية، وسأعرفكم بأشهر الصحفيين والمصورين والمراسلين الرياضيين الذين عملوا بها. وبالمناسبة الصقر انطلقت للوجود مع استضافة الدوحة لمركز ارتباط الشرق الأوسط للرياضة العسكرية، وقد جاء في العدد الأول عناوين مهمة جداً مثل (مستوى الدول العربية الرياضي أقل من نفوذها السياسي والاقتصادي) ولعل هذا ما دفع بعمليات تطوير الرياضة في كل دول الوطن العربي بنسب متفاوتة، وقس على هذا العنوان الكثير من العناوين الصريحة والمباشرة التي لا تجامل ولا تنافق أحدا، ومن نافلة القول إن المجلة لم تكتف بالمضمون الراقي والهادف فقط بل اهتمت بالشكل والتبويب أيضا فقد صدرت في حلة قشيبة، فالورق مصقول والصور ملونة مأخوذة بأعلى تقنية محترفة في ذلك الوقت وتعدد المراسلون لها في معظم عواصم دولنا العربية والأجنبية ولأن النجاح يؤدي إلي نجاح فكر المسؤولون بزيادة العطاء، فتقرر إسناد مهمة رئاسة التحرير لشاب قطري كفء ومهني هو الأستاذ سعد الرميحي الذي كان من أبرز الصحفيين في جريدة الراية اليومية علاوة على تاريخه المشرف في جامعة الكويت وتسلم رئاسة التحرير في عام 1980 فشهدت المجلة تطويراً غير مسبوق.. وحرصاً على المزيد من ذلك قرر أن يتعاقد مع مجموعة من ألمع الصحفيين وبدأ بتعيين سكرتير تحرير للمجلة بناءً على معرفته به خلال دراستهما الجامعية وذلكم هو كاتب هذه الزاوية حيث كان سكرتيراً للتحرير لمجلة الاجتماعي التي تصدرها أكبر جمعية طلابية في جامعة الكويت وهي جمعية الدراسات الفلسفية والنفسية والاجتماعية، وبعده سافرا مع نائب مدير العلاقات العامة عبد الرزاق ضاحي (الثعلب) إلى عاصمة النور (باريس)، حيث تم الاتفاق مع الزميل ظافر الغربي الذي يعمل حاليا بقناة الجزيرة، وبعدها تم التعاقد في المغرب مع الأستاذ محمد بنيس المعروف بأسلوبه الإبداعي المميز ثم توجه رئيس التحرير ليتفق مع اثنين من أفضل الصحفيين الشباب في مصر وهما الزميلان جمال هليل ومجدي زهران الذي اشتهر بعد أن أجرى حواراً مطولاً مع أشهر الصحفيين العرب محمد حسنين هيكل علاوة على التعاقد مع أحسن المصورين الرياضيين والمراسلين في العالم وذلك تمهيداً لتطوير أفضل وعطاء أكبر لإصدار العدد الأسبوعي والذي صدر فعلياً بالعدد (59)، وذلك يوم الثلاثاء 5 يناير 1982 وأتذكر أن رئيس التحرير أكد علينا كأسرة تحرير على ضرورة تحقيق الأهداف الكبيرة من وراء الإصدار الأسبوعي وهو النهوض بالرياضة العربية، ولتبقي الصوت القوي الذي يعكس طموحات ورغبات كل الشباب العربي. وقد صاحب ذلك الإصدار زيادة كمية المطبوع ونعترف هنا أنه لم يكن ملبياً لحاجة الأسواق فالمائة ألف كانت بحاجة إلى مضاعفتها للضعفين على الأقل .وقد شهد ذلكم العدد تغطيات صحفية مميزة لكثير من البطولات والأحداث مثل تغطيات الدوري القطري حيث كان يتنافس على بطولة الدوري ناديا الأهلي والريان الذي هبط للدرجة الثانية أمس الأول. وقد كان المفهوم التائه بين 31 خبيرا عربياً هو مفهوم الرياضة للجميع الذي تألق في صياغته الزميل مجدي زهران،وفي ذلك العدد كانت التغطية المتميزة لأخبار الملاعب القطرية. وتغطيات مبدعة لشبكة مراسلي الصقر المنتشرين في العواصم الرياضية وحفل ذلكم العدد بكتابات أشهر وأفضل الكتاب الرياضيين العرب مثل فيصل شيخ الأرض وسعيد القضماني من سوريا وحسن المستكاوي.. والسؤال الآن هل حققت الصقر أهدافها التي ذكرها الأستاذ سعد الرميحي- رئيس تحريرها؟! الإجابة الموضوعية والمباشرة بكل تأكيد نعم، فقد أسهمت في إنارة الوعي الرياضي وعرفت بكثير من الألعاب الرياضية وخاصة الشهيدة منها على (حد وصف) وتعبير أفضل ناقد متمكن وظريف هو الأستاذ عادل شريف يرحمه الله- صاحب أكثر الكتب الرياضية في ذلك الوقت رواجاً، وسنأتي إلي قصتنا معه في زوايا قادمة.. حيث قامت بتغطية أكثر البطولات والدورات الإقليمية والعربية والعالمية والأوليمبية بأسلوب جميل وشائق وصارت مرجعاً علمياً يعتد به، فعلى سبيل المثال أن تغطيات الصقر لبطولات ألعاب القوى مثلا وهي ألعاب ومسابقات متعددة في الميدان والمضمار أصبحت مرجعاً حتى للاتحاد العربي لألعاب القوى بل إن أستاذ هذه الألعاب هو أحد أفضل كتابها وهو المرحوم فؤاد حبش الذي يعد من أفضل المرجعيات العالمية في ألعاب القوى على المستوى الدولي.. كما أن تحليلات اللعبة الشعبية الأولى في العالم لم يوجد في فترة السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات أفضل من تحليلات الصقر. كما أن حواراتها مع أكبر الشخصيات وأشهر النجوم على كل الأصعدة لم يوجد من ينافسها فيها.وإجابة ذلك السؤال لاشك صارت معروفة لديكم، وأعتقد أنه لن ولم ينطبق عليها المثل الشعبي الدارج "مداح نفسه يبي له رفسة".ولا ريبة أن الحديث عن الصقر هنا من باب تذكير من عاصروها بذكريات عزيزة عليهم، ومن لم يعاصرها من باب إعطاء كل ذي حق حقه.. ولحفظ الماضي فمن لا ماضي له ليس له حاضر ولا مستقبل.