13 سبتمبر 2025

تسجيل

إلى كهرماء

23 مايو 2011

يبدو أن مقالي هذا أيضاً لن يخرج عن سخونة الصيف، نظراً للارتفاع الغريب في درجات الحرارة، يا الله بس لطفك ورحمتك بنا، هذا ما أفكر به وأنا أصارع يومياً التصاق الحرارة بسواد عباءتي، وذوبان الشمس في طاقاتي النهارية. ارتفاع درجات الحرارة رفع كثيراً من الضغط على المؤسسة القطرية للكهرباء والماء، وجعل قسم الشكاوى فيها يضج بحجم الشكاوى لحالات الانقطاع الكثيرة في عدد من المدارس والبيوت والأبراج والمطاعم والمحطات والشوارع، المشكلة مع ارتفاع درجات الحرارة التي تبلغ أحيانا 50 درجة مئوية، ترتفع درجة الخطورة وتقل نسبة الأمان مما يستدعي الحذر، فاهمال المولدات وتجاهل الفحص الدوري لها قد يودي إلى كوارث لن تحمد عقباها، وللأسف الكثير يتجاهل أهمية الفحص، ولا يتذكره إلا بعد وقوع مشكلة. أخبرتني صديقة أن مدرستهم عانت الأمرّين في هذا الموضوع إذ اضطر الطلبة والمعلمات للعمل بدون مكيفات التبريد لمدة ثلاثة أيام، لأن مولد الكهرباء قد احترق، هل تتخيلون لو كانت الخطورة أكبر وامتدت إلى الأرواح التي تركت بيوتها للعلم أو العمل، بالتأكيد كانت ستكون كارثة، سؤالي الآن، ما الذي تفعله إدارة كهرماء في هذا الموضوع؟ هل لديها فريق عمل كامل يستطيع تحمل هذا الضغط؟ هل لديها فريق مهمته الفحص الإجباري للموالدات الضخمة التي تعمل لعدد كبير من البشر؟ هل تقوم بدورات تفتيشية دائمة للمحطات والموالدات؟ هل تفرض الغرامات على المهملين والمتسببين بالأخطاء والمتجاوزين لقوانين السلامة؟ بالفعل أتمنى من أحد المسؤولين في هذه المؤسسة التحدث للإعلام حول هذا الموضوع، وتوجيه النصائح للمواطنين والمقيمين، والأهم يجب تفعيل دورهم الإعلامي في تقديم النصائح والاحتياطات عبر البروشورات مع الصحف وفي المجمعات وكل الأماكن التي تحظى بنسبة عالية من التجمعات البشرية، بالإضافة إلى التلفزيون والإذاعة، ومازلت حتى الآن لا أفهم هذا البرود منهم، فنحن ما زلنا في أول الصيف ولم ندخل في لجة الحر الخانقة، والأمور طيبة عندهم. هذه مسؤولية كبيرة يجب أن تعيها كهرماء، ويجب أن يعيها الجمهور، فكلنا ندور في ذات الحلقة ونعيش في ذات البيئة، ولكن باختلاف الدرجات فهناك المنعم بالرفاهية وهناك من لا يملك منها إلا القليل جداً، كتجمعات العمال في المناطق الصناعية، والعزب، والعوائل ذات الدخل الضعيف، والتي لا تمتلك من رزقها إلا قوتها. الأمان أجمل ما يميز قطر، فلا نعرض هذه النعمة لكوارث نستطيع تفاديها بكثير من الحرص والوعي، ألا تتفقون معي في هذا؟ في هذا المقال لا أستطيع أن أفوت الحديث عن شركات المقاولات التي تمدد في خرائطها شبكة للكهرباء، هل هناك من يراقب عملها هذا؟ هل هناك من يوافق على سلامة عملها، لا أعرف، أخبرني زميل أنه سكن منزله الجديد بعد أن بذل كل ما لديه من مال من أجل بيت العمر، ومنذ أن سكنه وهو يعاني سوء التمديدات، فمع المطر تلتمس الكهرباء وتقطع ومع الصيف تلتمس وتعرضهم للخطر، وها هو يعاني الأمرّين في اجراء التعديلات التي لا تنتهي والتي تظهر في كل موسم بظروفه، كان الله في عونه وسلم الله أهله، ولكن ماذا لو حدثت كارثة، من سيتحمل الخطأ؟! هل هي شركة المقاولات أم كهرماء، أم سيتقاذفه الطرفان دون إجابة؟ قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. مشكلتنا الدائمة لابد أن يحدث خطأ ما كي نتدارك الأمور، ونعيد ترتيب حساباتنا..