إجلاء البعثات الدبلوماسية من السودان

شهد السودان أمس بدء عمليات الاجلاء الطارئة للبعثات الدبلوماسية العاملة في الخرطوم والرعايا الأجانب، في ظل استمرار القتال لليوم الثامن على التوالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الذي أسفر عن مقتل مئات المدنيين، إذ وصلت امس دفعة أولى من السعوديين وعدد من رعايا الدول الأخرى بلغ حوالي 157 شخصا الى مدينة جدة بعد إجلائهم من السودان، فيما تستعد الكثير من الدول لإجلاء رعاياها، بعد أن تعهد الجيش السوداني بتوفير ممرات آمنة لإجلاء رعايا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين ودول أخرى. وفي ظل التطورات المتسارعة في السودان، تأكد أن البعثة الدبلوماسية القطرية والبعثات الخليجية بخير وفي وضع آمن، وأن أعضاء البعثة الدبلوماسية القطرية وصلوا الى مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، ويتوقع وصولهم الى الدوحة فجر هذا اليوم، فيما يستقر سعادة السفير محمد ابراهيم السادة ومساعد الملحق العسكري محمد جاسم فخرو حاليا في مدينة بورتسودان. إن مغادرة السفراء وأعضاء البعثات الدبلوماسية العاملة في الخرطوم والرعايا الأجانب، تعكس طبيعة الاوضاع في السودان الآخذة في التدهور مع احتدام المعارك وعدم التزام اطراف الصراع باعلانات وقف اطلاق النار، وهي مؤشر على خطورة ما يجري هناك، وعلى المنحى التصاعدى للقتال وعدم وجود بوادر لنهاية سريعة للأزمة، وهو ما قد ينذر بتفاقم الاوضاع الانسانية للشعب السوداني خصوصا اولئك العالقين في المناطق التي تدور فيها الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. إن الاوضاع الجارية في السودان تحتاج الى ارادة سياسية سودانية والى اعلاء صوت العقل والحكمة وتغليب المصلحة العامة، والى تجنيب السكان أهوال هذه الحرب، من خلال الاتفاق على وقف فوري لاطلاق النار، واللجوء الى الحوار وطاولة المفاوضات لمعالجة أسباب الأزمة التي قادت الى هذا الصراع المؤسف والذي يدفع بسببه السودان ثمنا غاليا.