13 سبتمبر 2025
تسجيلتم إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال اجتماع قادة دول الخليج الست (قطر والكويت وعمان والبحرين والسعودية والإمارات) في العاصمة الإماراتية أبوظبي في ثمانينيات القرن الماضي، حيث تم خلاله التوقيع على النظام الأساسي للمجلس، الذي هدف إلى تحقيق التعاون بين دول الخليج الست وتنمية علاقاتها، وتحقيق التنسيق والتكامل والترابط للصلات القائمة بين شعوبها في مختلف المجالات. ولكن للأسف الشديد لم يظهر مجلس التعاون الخليجي بالصورة التي كانت مرجوة منذ ذلك الحين! بل أصبح عائقا لتطور الدول الأعضاء وقيدا على ازدهارها وصار للبعض منها الحق في تطبيق ما يروق لها وتراه مناسبا دون الرجوع للمجلس في اتخاذ القرارات، سواء لحجم تلك الدولة أو مساحتها أو عدد سكانها ومدخراتها وينظر إلى البعض بشيء من التغطرس بحجة انه أصغر في المساحة أو العدد! والسنون تمضي ومجلس التعاون مكانك سر؟ تقدمت قطر بمبادرات من خلال صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله وجعله ذخراً للشعب والوطن لإنقاذ ما تبقى للمجلس في رمقه الأخير ساعياً لتفادي كل المعوقات ولم الشمل وبالفعل وصل بفضل من الله وحكمته إلى توطيد العلاقات بالمال والنفيس والصبر على الابتلاء حفاظا على مجلس التعاون الخليجي. وبل وسع سموه دائرة اهتمامه الى أقاصي الكرة الأرضية بنشر السلام والحب وتغيير المفاهيم عند الغرب ورفع اسم المسلمين وخاصة دول الخليج العربي عاليا في كل بقاع الأرض. ثم أتى تميم المجد ليكمل مسيرة الأمير الوالد مع حب وولاء شعبه الملفت حوله وأتى سموه برؤى جديدة تواكب العصر. ولكن للأسف ما توقعناه من إخوة واشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي لم يتحقق على أرض الواقع فإنهم غير متعاونين وبل أصبحوا يتعاملون مع البعيد بحب والقريب بكره وحقد. ودبروا المؤامرات على قطر المواقف النبيلة وخرج المجلس عن مساره الذي كان من المفترض سلوكه! وأصدرت الدول المؤلفة من السعودية والبحرين والإمارات ومصر قرارها الجائر بحصار الدولة الشقيقة في شهر فضيل ليتحولوا إلى أشقياء بعد أن كانوا أشقاء ولفقوا التهم ضد قطر. فاين ذهب مجلس التعاون وأين التعاون بينما الأخ أصبح يحسد أخاه في الرزق الذي من الله عليه! واين التعاون وقد أصبح الاخ عدوا في يوم وليلة! أين التعاون وقد تشتت الأخوة والعلاقات الاجتماعية بين اهل الخليج!؟ أين وأين وأين؟؟ أتمنى فض النزاع بين الأخوة وأولها فض مجلس التعاون الخليجي ونسيانه وجعله من الماضي وفتح صفحة جديدة وتكون لكل بلد سيادته وحريته دون التقيد بموقعه الإستراتيجي. فقط بهذه الحالة الكل يسلم والسفينة تسير بقبطانها والدفة بيده.