17 سبتمبر 2025

تسجيل

جنة العدالة أو نار الإثارة

23 أبريل 2018

منذ أكثر من عشرة أشهر لم اتحدث وأكتب في الشأن الرياضي ولكني مضطر اليوم، وكيف لا وقد اصابتني الجلطة وارتفاع الضغط وانا اشاهد مباراة نصف نهائي كأس قطر يوم أمس الاول بين الرهيب الرياني والزعيم السداوي والتطبيق الأول لتقنية الفيديو في ملاعبنا القطرية لفك الجدل والارتباط في بعض الحالات التحكيمية التي كانت تغير سابقاً نتيجة المباريات والفوز بالبطولات والتي كانت بحاجة لإعادة الفيديو ومشاهدة الحالات بأكثر من زاوية للبت في القرار الصائب فيها كإلغاء هدف او احتساب ركلة جزاء او حالات تحكيمية أخرى. صحيح ان هذه التقنية تحقق مبدأ العدالة بين الفرق ولكنها في ذات الوقت تفقد المباراة الكثير من متعتها واثارتها وهو العنصر الأهم في كرة القدم واحد مميزاتها عن غيرها من الرياضات الاخرى. اتحادنا الدولي لكرة القدم (الفيفا) مع كامل احترامي وتقديري لكل قراراتكم التي تتخذونها لتطوير كرة القدم العالمية ولكن في هذا القرار للأسف لم يحالفكم الصواب فكرة القدم منذ عرفناها قبل 150 سنة وأكثر كانت تستمد حلاوتها واثارتها بالعنصر البشري وتفاعلاته الإنسانية داخل المستطيل الاخضر واخطائه العفوية غير المقصودة ولكنكم اليوم بهذا القانون ستدمرون الكثير من هذه المتعة بالاعتماد على التكنلوجيا التي ستوقف المباريات في أكثر من حالة صعبة ستصاب على اثرها الجماهير بالملل وعليها انتظار قرار الفيديو وعدم استباق مظاهر الفرح او الحزن بعد كل هدف أو قرار فلربما للفيديو كلمة أخرى وبذلك تفقد الكرة عنصرا مهما فيها ألا وهو المفاجأة. أعزاءنا في الفيفا كلنا رجاء وأمل منكم بإعادة النظر في هذا القرار والتراجع عنه لما له من تبعات في المستقبل فقد تفقد كرة القدم الكثير من شعبيتها في انحاء العالم اذا استمر الاعتماد على التكنلوجيا وأهمال العنصر الانساني الذي هو أساس لعبة كرة القدم وأحد أضلاعها المهمة وسنصبح في نهاية المطاف عبارة عن آلات يتم التحكم بها عن طريق التقنيات الحديثة ونصبح مجرد دمى متحركة فقط ولربما في قادم السنين يتم الاستغناء عن الحكم (الآدمي) ويصبح التحكيم الكترونياً كما في لعبة كرة القدم (بلاي ستيشن). أخيراً وليس آخراً لا أخفي عليكم سراً فبعد مشاهدة مباراة الامس بدأ يساورني الشك والقلق كيف يا ترى سيكون شكل كأس العالم 2018 ومدى اثارته وتشويقه عند تطبيق هذه التقنية في مبارياته التي ننتظرها بفارغ الصبر كل أربع سنوات متمنياً ان أكون مخطئا في وجهة نظري وان نرى كأس عالم مميزة ومثيرة في كل تفاصيلها لا رتيبة ومملة في مجرياتها واحداثها. آخر الكلام لا تقتلوا حلاوة كرة القدم فجمالها في إنسانيتها.