21 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر وأفريقيا شراكات مثمرة

23 أبريل 2018

تلعب القوة الناعمة التى تتمتع بها السياسة الخارجية القطرية دورا حيويا في تعزيز علاقات قطر بالقارة الافريقية؛ وهو ما تجلى في صورة رائعة ابان تداعيات الحصار الظالم على قطر؛ حيث كشفت الأحداث أن الاستثمار القطري لقوتها الناعمة في أفريقيا لم يضع هباءً. ففي أول قمة للاتحاد الأفريقي — بعد فرض الحصار — أعلن الاتحاد موقفا محايداً من الأزمة، رغم محاولات دول الحصار لاستقطاب دول أفريقية. فمن جملة 54 دولة أفريقية لم تنحز إلى مواقفهم سوى خمس دول، تراجعت مؤخرا ثلاث منها. ونحسب ان جمهورية سيراليون التى احتضنت الدوحة رئيسها بالامس فى زيارة رسمية كانت على مستوى المسؤولية الاخلاقية عندما اصدرت بيانا في بداية أزمة الحصار تعرب خلاله عن قلقها البالغ لتدهور العلاقات بين قطر وشقيقاتها العربية. وتدعو لحل الازمة بالحوار. وهو موقف تقدره قطر لسيراليون ضمن الاسرة الافريقية‘التى عززت التعاون معها جولة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في غرب أفريقيا نهاية العام الماضى والتى شملت سبع دول؛ جرى خلالها توقيع العديد من اتفاقيات الشراكة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية والرياضية. زيارة الرئيس السيراليونى تكتسب اهميتها كونها أول زيارة له للمنطقة منذ توليه الرئاسة وتؤكد متانة علاقات التعاون بين الدوحة وفريتاون، وتعكس التطلعات إلى الارتقاء بها إلى ما يحقق طموحات الشعبين الصديقين. والثانية لرئيس سيراليوني للدوحة خلال أقل من أربعة شهور للبلاد ؛ وهو ما يعكس حرص قيادتي البلدين على الانطلاق بالعلاقات نحو فضاءات اكثر رحابة بين قطر والقارة الافريقية بوجه عام؛ وهي علاقات واعدة حيث تشير التقارير الى ان جهاز قطر للاستثمار أنفق مثلا عام 2012 ما يقارب 30 مليار دولار في مشروعات أفريقية وشراكات متعددة. كما طورت قطر صيغ تعامل متقدمة مع القارة الأفريقية؛ لتنتقل من المساعدات والاستثمارات المباشرة إلى الشراكات الذكية المثمرة، فأنشأت شراكات متنوعة مع كثير من دول القارة. ويعزز من تلك الشراكات الدبلوماسية القطرية التى تتسم بأنها مرنة ومحايدة ونشطة وفعالة وتحظى بثقة واحترام المجتمع الدولي وفي هذا يكمن سر نجاحها في وساطاتها المتعددة في أنحاء القارة الأفريقية.