15 سبتمبر 2025

تسجيل

المصالحة.. الخيار الفلسطيني والعربي

23 أبريل 2014

تبدو القيادات الفلسطينية في حركتي "فتح" و"حماس" مصممة هذه المرة وبشكل جدي، على إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني التي شلت جهود المقاومة ومناهضة الاحتلال الاسرائيلي لنحو سبع سنوات، وأعطت حالة الانقسام تلك، الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة غطاء مريحا لجرائمها، وذريعة تشرعها بدعايتها الإعلامية لمواصلة عدوانها على الشعب الفلسطيني، مستفيدة من حالة الصراع بين الفصائل الفلسطينية، ومستغلة تلك الحالة لكسب الوقت، واستغلاله لتنفيذ توسعها الاستيطاني البشع في الضفة الغربية، وتمرير مخططاتها التهويدية الخطيرة في القدس المحتلة.اليوم، وبعد هذه السنوات المريرة من الصراع، والحرب الكلامية، والاتهامات المضادة، اتخذ الفلسطينيون قرارهم بالجلوس على طاولة الحوار، بعد أن تأكد الطرفان من عبثية مفاوضات السلام، وعدم جدية الشريك الاسرائيلي، ولم يبق للجميع إلا تحصين الجبهة الداخلية، ومواجهة الخطر المحدق بابتلاع ماتبقى من أراضي 48 وتهويد القدس، بمصالحة حقيقية، تثمر لاحقا حكومة وحدة وطنية، تتولى مواجهة المخطط الاسرائيلي، بما في ذلك مفاوضات الوضع النهائي، إن حصلت تلك المفاوضات.رئيس وزراء حكومة حماس السيد اسماعيل هنية، دعا في مؤتمر صحفي عقده في منزله أمس الى "التنفيذ الفوري لكل ما تم الاتفاق عليه في الدوحة وفي القاهرة وبمظلة عربية"، فيما عبر رئيس وفد منظمة التحرير الفلسطينية القيادي في حركة فتح عزام الاحمد، عن شعوره بالفرح لان "لحظة الصفر قد حانت لانهاء الانقسام".لاشك أن المظلة العربية ستكون جاهزة لدعم جهود المصالحة الفلسطينية، حيث دعا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في القمة العربية الأخيرة بالكويت، إلى عقد قمة عربية مصغرة لإنجاز هذه المصالحة، وسنسعد في قطر، بانجاز هذه المصالحة، والعمل على متابعتها، حتى تعود الجبهة الفلسطينية موحدة، وقادرة على الصمود في وجه الاحتلال الاسرائيلي التي لا تلوح في الأفق بوادر لإنهائه.