14 سبتمبر 2025

تسجيل

هل أخطأنا في شيء؟!

23 أبريل 2013

البعض ينظر لنا نظرة سوداوية وأننا ننتقد لمجرد النقد لا أكثر ولا أقل ويريد أن يتسلق على أكتافنا ليبين للمسؤولين كم هو حريص عليهم وعلى مصالحهم ويساهم بطريقة أو بأخرى في إخفاء الوجه الآخر للحقيقة، وهذا من ضمن الأسباب التي أوصلت الكثير من المسؤولين في عالمنا العربي لهذا المستوى وأصبح التمادي في الأخطاء وعدم التعلم من التجارب الكثيرة التي كلفت الكثير وأصبح كل مسؤول يعتبر الممتلكات العامة بما فيها المصالح الحكومية ومن يعمل فيها من ضمن أملاكه الخاصة يرفع هذا ويرسل ذاك إلى التقاعد ويجلب الأهل والأحباب ويصفي حساباته مع من كان نداً له ويجعل باب الصرف عليه مفتوحا على مصراعيه بطرق شتى وبملابس شتى دون النظر لمصلحة البلد أو المواطنين وثقة من ولاه! وهذا الكلام لا ينطبق على العموم فهناك من يعمل بكل جد واجتهاد فلا أحد يستطيع أن يُغطي الشمس بغربال فأمثال هؤلاء يَدَعون الأفعال لا الأقوال تتكلم عنهم ولا يحتاجون إلى اللاصق المخفي لكي يخفي النصف البشع من وجوههم، فعندما نرى هذه الزحمة التي تزداد يوما بعد يوم والاختناقات من مكان إلى مكان وبرغم الصرف الحكومي السخي وبرغم موائد المشاريع والتي كم تبدو جميلة ومرتبة وهي على الورق أو في السي دي لكن على أرض الواقع تجد قصورا في تنفيذها والتلاعب في المواصفات وأمورا كثيرة والتأخير فيها فعندما نكتب عنها فهل أخطأنا في شيء؟! فعندما نرى البعض يتقدم بطلب استقدام عمالة بشركات وهمية وغير وهمية ويطلب أعدادا كبيرة بداع أو بدون والشماعة كثرة المشاريع ويتم بيع هذه "الفيَز" ويقبض ضعفاء النفوس ثمنها دون النظر للانعكاسات الأمنية التي سوف تترتب على ذلك من جرائم وأمور كثيرة الله بها عليم وتشكل لرجال الأمن مُعضلة كبيرة في البحث عنهم ويضرب بمصلحة الوطن ومعاناة المواطن عرض الحائط فهل أخطأنا في شيء؟! وعندما نرى الكثيرين يتاجرون بالتعليم ومستقبل أبنائنا أو الضعف الشديد في توصيل المعلومة واعتمادهم كلياً على الدروس الخصوصية ولم نر حلولا من الذين جعلوا أنفسهم حراسا للتعليم للأسف فهم حراس لمصالحهم الشخصية لا أكثر ولا أقل ولم يقدموا حلولا ناجعة برغم ما عملته الدولة من ثورة علمية غير مسبوقة في عالمنا العربي! وعندما نكتب عن الرياضة وعن النتائج التي تحققها المنتخبات في مختلف الألعاب ودائماً ما نرجع من مسابقاتها بخفي حنين وقائمة المبررات موجودة فهي نفسها والدعم الذي يحظون به من الدولة فاق كل التوقعات ولكن ما المقابل؟ لا شيء.. وعندما نكتب عن البعض الذين يطرحون آراءهم عبر قنوات التواصل ويثيرون الرأي العام ويطرحون أفكارا غير مناسبة ويعنونونها بمصلحة الوطن والمواطن من أجل أهداف شخصية والصيد في الماء العكر فهل أخطأنا في شيء؟! وعندما نكتب عن البعض الذين يزايدون علينا في حب الوطن ويظهروننا بهذه السلبية وهم يعلمون من نحن ومن آباؤنا وأجدادنا ولا نحتاج لاثبات هويه أو فينا نقص أو مزايدات (فكلنا عيال قرَّية وكلن يعَرِف خيّه)؟؟ وعندما نكتب عن بعض المسؤولين الذين لا يجيدون فن التصريح ويعزفون على وتر الكهرباء والماء بالمجان والتعليم والصحة وينظرون لرواتب بعض فئات المجتمع القليلة التي لا تواكب هذا الغلاء الذي هو في ازدياد وهم يتقاضون راتب عشرين شخصا من نفس الفئة مجتمعين وبمجانية الخدمات ربما أكثر من غيرهم وهذا حق أعطته الدولة للجميع فما الضرر من زيادة رواتبهم والخير كثير فصندوق الزكاة لا يليق بهم وهم في دولة من أغنى دول العالم وهي لم تبخل عليهم بشيء؟؟ وعندما نكتب عن هوامير غرفة تجارة قطر والمنتسبين إليها الذين يجيدون فن طلب الأراضي في الصناعية وصيد المشاريع أولا باول ورمي الفتات على الزمارير صغار المستثمرين وعندما يتغنون لأجل الوطن من منهم عمل شيئا يُذكر للوطن أو زرع شجرة للوطن أو ساهم في مشروع يفيد الوطن أو بفكرة ساهم بها في فك الاختناقات وسيدات الأعمال غير بعيدات عنهم بس فالحات في توزيع الابتسامات؟؟ وعندما نكتب عن الفساد والمفسدين لعل البعض منهم يرجع إلى الله ويتقيه فيما وُكّل من أمانة ويجعل الممتلكات العامة ومصلحة الوطن والمواطن نُصب عينيه ولا يتفنن في تبديد المال العام في أمور مردودها شخصي عليه وعلى شلته فهل أخطأنا في شيء؟! وعندما نكتب عن السنن غير الحسنة التي يسنها البعض في البذخ في أمور الزواج حتى عزف الكثيرون عنه والجهات الدينية لا تصدر قوانين تحدد سقفا معقولا أو عن من يتعمدون إثارة غضب الله فهل أخطأنا؟! وآخر الكلام الصحافة إذا لم تعكس هموم وشجون المجتمع وتطلعاته وتبين السلبي بهدف الإصلاح لا كما يظن المتسلقون فهي تبقى حبرا على ورق ولا نلوم البعض عندما يجعل منها فرشا للمائدة يأكل عليها أو يمسح بها النوافذ فهل هكذا يريدونها؟!!