29 سبتمبر 2025

تسجيل

ظاهرة حوادث دراجات توصيل الطلبات

23 مارس 2022

وفقاً لآخر احصائيات الحوادث المرورية في الأعوام القليلة الماضية استبشرنا خيراً بتراجع الحوادث المرورية خاصة بعد تحديث وتطوير الطرق السريعة والجسور والانفاق، ولكن ظهر لإدارة المرور تحد جديد تمثل في انتشار ظاهرة الدراجات النارية المخصصة لتوصيل طلبات المنازل من المطاعم التي انتشرت في شوارعنا بصورة واضحة، ومما زاد من انتشارها سهولة الاتصال عبر صفحات التواصل الاجتماعي وتطورها في الآونة الأخيرة وللفترة الطويلة التي قضاها افراد المجتمع أثناء الحظر بسبب انتشار وباء (كوفيد19)، وكل يوم نقرأ إعلانات جديدة في الصحف المحلية او عبر صفحات النت ان هناك إعلانات جديدة بطلب وظائف لتوصيل طلبات، مما حول هذه الخدمة الى ظاهرة يجب الوقوف عندها طويلا ودراسة سلبياتها ووضع الحلول لهذه السلبيات التي نتجت عن انتشارها. إلى أين وصلت الدراسة المرورية؟ قبل عدة أشهر طالعتنا الصحف المحلية بأن الإدارة العامة للمرور أعلنت خلال مؤتمر صحفي، عن إطلاق دراسة عامة وعميقة لبحث هذه الظاهرة للتعامل معها والحد من حوادث الدراجات، ولكننا حتى الآن لم نر على أرض الواقع أي حلول والدراجات النارية تحوم بين السيارات في مختلف شوارعنا الرئيسية والداخلية، ولم نر أي بوادر حلول لتنظيم مسارات هذه الدراجات أو صدرت توجيهات لأي جهة معنية بالأمر بالتقيد ببعض الاشتراطات سواء من جانب المطاعم التي تقوم باستقبال طلبات الزبائن أو من هيئة الأشغال العامة المعنية بتوافر شروط الأمن والسلامة بالطرق او إدارة المرور التي تنظم عمليات السير في الطرق، وكأن الأمر لا يعني هذه الجهات أو ان الدراسة المزمع اعدادها لم تفض الى أي نتائج وبذلك تم السكوت عنها. أسباب حوادث الدراجات النارية استخدام الدراجات النارية لتوصيل الطلبات أمر عادي لا غبار عليه ويستخدم في كثير من الدول، ولكن زيادة اعداد الحوادث التي تنتج عن هذه الدراجات او التسبب في حوادث بين سيارات أخرى في طرقنا تستدعي الوقوف طويلا عند هذه الأسباب، من أبرز هذه الأسباب هو التهور الواضح الذي يدل على عدم إجادة البعض قيادة هذه الدراجات وهذا واضح من النظرة الأولى للرعونة في القيادة ونلاحظ دائما أن الدراجة تترنح او انحراف قائدها المفاجئ من مسار الى اخر دون اخذ الحيطة والحذر لمن خلفه أو الإبطاء المفاجئ بصورة مفاجئة دون سابق انذار، أو أنه يقوم بتشغيل الإشارة اليمين وينحرف يسارا أو العكس، وهذا يدل على عدم الدراية الكاملة بالقيادة، البعض يزيد السرعة في أماكن المفترض ان يبطئ فيها وذلك لكي يلحق موقع الزبون ويعود بالسرعة الممكنة لاستلام طلب جديد لكي يزيد من دخله المادي عند توصيله لأكبر عدد ممكن من الطلبات، ومن هذه الأسباب أيضا أن البعض يقوم بمتابعة موقع الزبون من خلال الهاتف مما يشتت تركيزه في الطريق ويتسبب في الحوادث خاصة في الطرق الداخلية بين البيوت، وهذا يمثل خطورة كبيرة على المارة في هذه الطرق، كما أن بعض صناديق حفظ الطلبات والأطعمة تكون أحجامها كبيرة مما يتسبب في حجب رؤية السائق للسيارات التي من خلفه او بجانبه ويتسبب أيضا في سرعة انحراف الدراجة يمينا ويسارا لثقل هذا الصندوق، وهناك العديد من الأسباب الأخرى التي أتمنى ان تقوم الجهات المعنية بدراستها وحصرها لوضع الحلول المناسبة للحد من ظاهرة حوادث هذه الدراجات التي أصبحت هاجساً يؤرق الكثيرين. اقتراحات ببعض الحلول بداية لابد من تحديد ساعات عمل قائدي الدراجات النارية وتقليلها عن المعدل المعمول به حالياً نظراً لأن الدراجة مكشوفة والسائق معرض لتقلبات الطقس سواء كان حاراً أو بارداً وان القيادة لفترات طويلة تفقد تركيزه مما يرفع احتمالية تعرضه لحادث مروري نظرا لشعوره بالارهاق البدني والذهني، في المقام الثاني لابد من اخضاع قائدي الدراجات النارية الى دورات مكثفة تتخللها التوعية المرورية اللازمة لاستخدام الطرق بطريقة آمنة وخالية من الحوادث والتعدي على مسارات الآخرين، وهذا واضح مما يشتكي منه السائقون بأن هناك تهورا أثناء القيادة، ومنعهم من تخطي المرور بين السيارات اثناء وقوفها في التقاطعات لأن ذلك يربك سائق السيارات خاصة اذا أضاءت الإشارة الى اللون الأخضر في لحظة تخطي الدراجة النارية سيارته، وفي المقام الثالث لابد من الزام قائدي الدراجات النارية بالسير في المسار الأيمن دائما وعدم التخطي الى المسارات اليسارية او الوسطى الا في حالة الانحراف يسارا او الدوران على الطريق ويكون ذلك قبل وقت كاف لكي لا يتسبب في ارتباك سائقي السيارات، وفي المقام الرابع ينادي بعض المتخصصين والخبراء بأن تقوم الإدارة العامة للمرور أثناء دراستها لهذه الظاهرة بتركيب كاميرات في الدراجات في الجهة الأمامية والخلفية على مدار الساعة، لمتابعة وفهم أساليب القيادة والوقوف على أبرز السلوكيات الخاطئة التي تتسبب بالحوادث المرورية، للوصول إلى قرارات سليمة تضمن سلامة سائقي الدراجات ومستخدمي الطريق، إضافة إلى وضع السائق لساعة يد تقيس درجة التوتر ونبضات القلب، للتعرف على كيفية تعامل السائق مع الدراجة أثناء الضغط سواء النفسي أو ضغط العمل، ويتم مراقبة ذلك عن طريق إدارة مطاعم توصيل الطلبات للمحافظة على سلامة السائقين على مدار اليوم. كسرة أخيرة لابد ان تكون هناك مسؤولية مشتركة للحد من هذه الظاهرة تتمثل في الجهة التي تدير حركة هذه الدراجات النارية سواء كانت شركات توصيل او مطاعم ومقاهي تقديم المشروبات الساخة والإدارة العامة للمرور وهيئة الأشغال العامة المعنية بسلامة وهندسة الطرق لدراسة هذه الظاهرة دراسة متأنية وعميقة للخروج بتوصيات وأساليب عملية يمكن تطبيقها على أرض الواقع مع ضرورة وضع شروط ومواصفات فنية لهذه الدراجات تتضمن حجم صندوق الطلبات الموجود في خلفية الدراجات لتكون مميزة عن بقية الدراجات النارية التي تستخدم نفس الطرق، ولكي تستمر هذه الخدمة التي أصبحت ضرورة لمعظم فئات المجتمع بأمن وسلامة ودون أي وقوع حوادث مميتة أو التسبب في ازعاج مرور السيارات على الطرق الرئيسية والطرق الداخلية. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية [email protected]