10 سبتمبر 2025

تسجيل

وطنية ولكن

23 مارس 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أسرت لي إحداهن بعدد من التجاوزات التي تحدث في المؤسسة التي تنتسب إليها، فسألتها: لماذا لم ترفعي هذا الأمر للمسؤول؟ فأجابت: (مالي شغل)!، فبادرتها: ربما لاعلم لديه. فردت: ليس اختصاصي أن أنبهه!منذ متى كان دور المواطن في بلده محدودا بمهام وظيفية لا يخرج عن إطارها، إلا في المجالس العامة للشكوى والتذمر ؟ ولماذا ينظر البعض للمبادرة على أنها أمر يحتاج مختصين لا مخلصين؟أحيانا يكون عند أحدنا أفكار تطويرية قد يحتاج إليها المجتمع، ولكننا نغلق عليها في عقولنا أو أدراجنا، ولا نبادر المسؤولين بها، فتظل حبيسة ترددنا وعزلتنا، إن الدولة تنتظر منك أيها المواطن أن تبادر لتحقيق تلك الحياة التي تتمناها لأبنائك. سيقول لك أحدهم: لقد طرقنا الباب، ولا مجيب. وأقول: لا بأس إن طرقت الباب أكثر من مرة، أو إن طرقت باب أكثر من مسؤول. لا بأس إن كانت قضيتك الأولى هي وطنك، والمصلحة العامة هي هاجسك. لا بأس أن تطرق الأبواب ولو تأخر الجواب.إن هذه الدولة، هي نحن جميعا، نحن مكونها الأساس ومادة وجودها، لن تنهض إلا بمبادراتنا ولن نقوى إلا بنهضتها.لقد ذكرت لفظة (المبادرة) بوصفها عملا بنّاءً يدفع عن الإنسان الكثير من الشر، وذلك في ضوء قول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: "بادروا بالأعمال الصالحة فتنا كقطع الليل المظلم"، وهنا نلاحظ أنه لم يقل: انتظروا الفتن، ثم واجهوها، بل قال: بادروها، أي: ابدأوا بالحماية.هذا من جانب المواطن، أما المسؤول الذي تولّيه الدولة على مصالح الناس، فهو أيضا لا بد أن يكون مبادرا للناس، مقبلا عليهم، مستمعا جيدا لأفكارهم، مخلصا في محاولة تبنيها بما ينفع الوطن والمواطن.إن المبادرة إذا لم تثمر خيرا فإنها لن تؤدي لشر، وهي ثوب من أثواب الوطنية لا يبرز جمالها إلا به، ثوب لا يباع ولا يشترى، ولن يتميز وطنيٌّ إلا به.