14 سبتمبر 2025

تسجيل

ملتقى الرواية

23 مارس 2015

منذ عدة أيام عقد الملتقى السادس للرواية العربية في القاهرة، وكانت دورة جديدة بعد غياب أربع دورات، حيث عقدت الدورة الماضية عام ٢٠١٠، وحصل الكاتب الليبي إبراهيم الكوني على جائزتها.هذه الدورة كانت مميزة، من حيث التنظيم الجيد، برغم كثافة عدد الضيوف الذين حضروا، وذلك الكم الهائل من المشاركات التي ازدحمت بها القاعات، كانت ثمة شهادات في الكتابة، قدمها روائيون راسخون وروائيون في بداية سكة الرسوخ، ثمة دراسات عن فن الرواية، من جميع نواحية مثل اللغة والفكرة، وجماليات الكتابة. ولأن بهاء طاهر قدم تجربة كبيرة وثرية على مدى نصف قرن تقريبا، كانت الجائزة من نصيبه هذه المرة، وقدمت له في نهاية فعاليات الملتقى. من إيجابيات مثل هذه الملتقيات، أنها تقرب المسافة بين المبدعين في شتى الأقطار العربية، حيث تناقش أشياء كثيرة خاصة بالإبداع، ويتم تبادل الكتب والآراء، على هامش المشاركة، أيضا تقترب الأجيال الحديثة من الأجيال التي سبقتها، بطريقة مباشرة، تختلف كثيرا عن تلك التي أصبحت الأكثر استخداما، وأعني: مواقع التواصل الاجتماعي. أيضا من الإيجابيات، أن هناك عددا كبيرا من القراء، والمهتمين بالشأن الثقافي، يمكنهم أن يلتقوا بكتابهم المفضلين، سواء في مقار الندوات، أو حيث يقيمون، وهذا أيضا دافع للكاتب أن يكتب أكثر، ولعل حفلات التوقيع التي يقيمها الناشرون لكتاب عرب، ربما نشروا عندهم، لها أيضا مردود جيد من حيث التعريف بالكاتب لدى جمهور ربما قرأ له كتابا وأحب أن يحصل على توقيعه عليه.طبعا الملتقى كان خاصا بالرواية، وبالتالي كانت أيامه كلها تشريحا لذلك الفن الذي لم يعد حكرا على الصفوة من ناحية الكتابة والقراءة، وإنما تحول إلى فن أثير لدى كل الناس، ولدرجة أن أصبحت كتابة الرواية، هي الفرع الذي يبدأ به الناس، دخولهم إلى عالم الإبداع، وكنت كتبت كثيرا في ذلك الشأن، ونوهت إلى أن الكتابة الروائية، ليست عملا عاديا حتى يتم التعلق به من دون قراءة، ولا تدريب، ولا خلفيات كبيرة، وهناك كتاب كبار في القصة، وعلى مستوى العالم، ظلوا مخلصين لمشاريعهم القصصية، بمبرر قوي جدا، وهو أنهم لم يقرأوا روايات كافية، ولم يتدربوا على كتابة الرواية حتى يكتبوها، ولعل من فوائد مثل هذه الملتقيات أيضا، أنها تبين للذين ازدروا الرواية بكتابتها بطرق رديئة، أشياء كثيرة خافية، تحفزهم على الاطلاع أكثر قبل الولوج إلى عالم يحتاج لمهارة كما ذكرت، قبل أن يلجه الكاتب.عموما نحتاج كثيرا للملتقيات الإبداعية، نحتاج للاحتكاك بين الإبداع ومنتجيه، ومستثمريه، وأعتقد أن الملتقيات الخاصة بأي فرع إبداعي، أكثر جدية من الندوات البسيطة التي تقام كفعاليات مصاحبة لفعاليات أكبر، مثل معارض الكتب.