19 سبتمبر 2025

تسجيل

اليمن.. إلى أين؟

23 مارس 2015

ثمة تصعيد خطير راح يتمدد بشراسة وضراوة على الساحة اليمنية هذه الأيام؛ وينذر بقوة أكثر من أي وقت مضى باندلاع حرب طائفية تهدد بحرق البلد؛ ويأخذ هذا التصعيد صورا كثيرة لعل أبرزها ما أقبل عليه الحوثيون بالأمس عندما سيطروا مع قوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح على مطار مدينة تعز شمال مدينة عدن التي يدير منها الرئيس عبدربه منصور هادي الأزمة بكل حكمة وحنكة سياسية حتى لا تنزلق البلاد في محنة الحرب الأهلية؛ وبعد المواجهات بين قوات موالية للحوثيين وأخرى للرئيس هادي بمحيط مطار عدن أسفرت عن مقتل 13 شخصا وانتهت بفرض القوات الموالية للرئيس سيطرتها على محيط المطار، لقد كانت دعوة الرئيس هادي واضحة وصريحة إلى الحوثيين بضرورة إلقاء السلاح والدخول في مفاوضات تنقذ الوطن من شرور الفوضى؛ وهو ما يرفضه الحوثيون متكئين في ذلك على دعم إيراني لم يعد خافيا على أحد . ولعل هذا ما تبرهن عليه وتؤكده دعوة زعيمهم عبد الملك الحوثي مساء أمس لليمنيين للتحرك بكل فئاتهم ووجهائهم وعلمائهم وقبائلهم نحو التعبئة العامة ورفد المعسكرات واللجان الشعبية بالمقاتلين!! والملاحظ أن هذا التصعيد الحوثي المقصود يأتي بعد ساعات من الاجتماع الخليجي رفيع المستوى الذي عقد في الرياض السبت حول اليمن بمشاركة معالي الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف آل سعود وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ووزير الداخلية الكويتي الشيخ محمد الخالد الصباح. حيث دعا المجتمعون الأطراف اليمنية إلى "الاستعجال" في الاستجابة للدعوة التي أطلقها هادي وتبناها مجلس التعاون الخليجي من أجل عقد مؤتمر لحل الأزمة اليمنية في الرياض..كما يأتي التصعيد أيضا قبل ساعات من اجتماع لمجلس الأمن الدولي لدراسة الوضع في اليمن. الأمر الذي يكشف بجلاء عن نوايا الحوثيين في تمسكهم بالسلاح وإصرارهم على الحل العسكرين بدلا من التوجه إلى طاولات الحوار بالرياض تنفيذا لمبادرات مجلس التعاون الخليجي الساعي بكل إخلاص إلى إطفاء نيران اليمن قبل أن تدمره.إن الحكمة تستدعي من قادة الحوثيين أن ينفتحوا على الحوار الوطني؛ بدلا من الاستقواء بقوى إقليمية والتمادي في نشر فوضى السلاح باليمن ؛ كما أن ذات الحكمة تحتم أيضا على كافة القوى السياسية باليمن أن تستلهم العبر والدروس مما جرى في بلاد عربية أخرى شقيقة غاب عن أطراف أزماتها الحوار الوطني..باختصار نقول: إن المسؤولية الوطنية تلزم كل اليمنيين أن يساعدوا الأشقاء العرب والمجتمع الدولي؛ لإنقاذ اليمن من وسط حرائقه ولإعادة الاستقرار إلى المنطقة.