15 سبتمبر 2025
تسجيللا ينبغي ان تمر الجريمة التي اقترفتها قوات الاحتلال امس بحق شهداء المقاومة الفلسطينية في مخيم جنين بالضفة الغربية، دون وقفة فلسطينية وعربية واسلامية جادة، لمراجعة مسار القضية الفلسطينية في ظل السياسات التي ظلت تنتهجها حكومة الكيان الصهيوني برئاسة بنيامين نتنياهو.لقد استغلت حكومة نتنياهو عملية المفاوضات ومسار التسوية كغطاء من أجل الإمعان في سياساتها الاجرامية تجاه الشعب الفلسطيني، حيث تتواصل عمليات التهويد والاستيطان وانتهاك حرمة المسجد الاقصى بوتائر عالية ومتسارعة كما ونوعا، فضلا عن حملات المداهمات والاعتقالات اليومية والاستدعاءات وعمليات الهدم للمنشآت والمنازل في كل انحاء الضفة الغربية.وفي غزة يتواصل العدوان والحصار الظالم الذي يفرضه الاحتلال على مليون ونصف مليون فلسطيني منذ سنوات، هذا الى جانب الغارات المستمرة على القطاع والعودة الى سياسة القتل المستهدف رغم اتفاق التهدئة المبرم مع فصائل المقاومة في القطاع.لقد هزت "جريمة جنين" بالامس الشعب الفلسطيني بأسره، حيث شهدت القدس المحتلة مواجهات عنيفة مع جنود الاحتلال، وتظاهر الفلسطينيون في اكثر من مدينة وبلدة ورفعوا مطالب واضحة، في مقدمتها الثأر للشهداء ووقف عمليات التنسيق الامني بين الاجهزة الامنية التابعة للسلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال، التي لم ترعَ عهدا ولم تلتزم بوعد او اتفاق. وما من شك في ان المفاوضات والجهود السياسية المتعثرة تتجه نحو الفشل الذريع.. ولا يبدو ان المحاولات الامريكية لإنعاشها ونفخ الروح فيها، قادرة على منعها من الانهيار ناهيك عن تحقيق اختراق نحو حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.ان الثأر لدماء الشهداء الذين سقطوا في جنين، ينبغي ان يكون أولا بالعمل على جعل وحدة الصف الفلسطيني بكل فصائله في مقدمة الأولويات، والعمل على وضع استراتيجية جديدة بتوافق فلسطيني ودعم عربي اسلامي لتحدد اشكال المواجهة مع الاحتلال، والإبقاء على كل الخيارات مفتوحة أمام الشعب الفلسطيني.