مجازر الكيان الإسرائيلي

يتواصل إرهاب الدولة المنظم الذي يمارسه الكيان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، حيث ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة أسفرت عن استشهاد عشرة فلسطينيين وإصابة أكثر من مائة آخرين، بينهم أطفال وشيوخ، خلال اقتحام دموي بمدينة نابلس، جاء بعد يومين من تفاهمات بين حكومة الكيان الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية بوساطة أمريكية، لوقف التصعيد وإنهاء الخطوات أحادية الجانب من الطرفين. لقد ارتقى أكثر من 60 شهيداً فلسطينياً في الضفة الغربية المحتلة منذ مطلع الشهر الماضي، حيث يتصاعد العدوان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، سواء كان ذلك من خلال الاقتحامات المستمرة للمدن والبلدات بالضفة الغربية والقدس المحتلة وازدياد وتيرة القتل والاعتقالات، أو بالتوسع في الأنشطة الاستيطانية وتصعيد العقوبات الجماعية. إن مجزرة نابلس، التي جرت أمس، هي امتداد لجرائم الكيان الإسرائيلي ومليشياته المتواصلة والممنهجة بحق الشعب الفلسطيني، واستمرار للانتهاكات الإسرائيلية الصارخة للقوانين والمواثيق الدولية والقرارات الصادرة عن الشرعية الدولية، التي لم تكن لتحدث لولا صمت المجتمع الدولي وغياب مساءلة إسرائيل عن جرائمها المروعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أغرت سياسة الإفلات من العقاب مجرمي الكيان الإسرائيلي بالتمادي في ارتكاب المجازر تلو المجازر بحق الفلسطينيين. إن التحذيرات التي تطلقها دولة قطر من تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء التصعيد الإسرائيلي، تؤكد أن المنطقة تقترب من خطر جديد يهدد الأمن والسلم الدوليين، وهو أمر لا يمكن تفاديه إلا من خلال تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته كاملة، والتحرك الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق، ومحاسبة الكيان الإسرائيلي على جرائمه وانتهاكاته المستمرة للقانون الدولي.