14 سبتمبر 2025
تسجيلإن كثيراً من التصرفات العفوية التي نراها من الأطفال تُشعرنا بالرضا والانبهار في كثير من الأحيان، وخاصةً عندما يكون التصرف أكبر من عمره الطفولي، كمبادرة الطفل في إحضار الحذاء لأبيه ليرتديه، وهيّ من التصرفات التي رأينا أثرها الكبير على المُشاهد لهذا الفعل من الطفل على الأشخاص الأكبر سناً. إن التصرفات السلوكية للأفراد غالباً ما تكون من آثار ما تم نشأتهم عليه أو من صحبة ذوي سلوكيات متميزة أو حتى رئيس إداري في العمل، فالطفل بقصة الحذاء سبق وأن كان أبوه يُلبسه الحذاء مُنذُ نعومة أظافره فردة الفعل أصبحت منطقية بمبادرة الابن لذات السلوك لأبيه. فالأب هو القائد الأول والمُلهم لأبنائه، فمن أراد أن يُثمر ثمرة طيبة مُنتجة في أبنائه فلابد أن يكون هو صاحب شجرة مباركة مُلهمة لهم، وليس كمّن شكا لسيدنا عمر بن الخطاب عقوق ابنه فعندما استمع سيدنا عمر للابن قال للأب: أجئت تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك!. والمسؤول في العمل هو قائد مؤثر على مُحيطه، فإن كان هذا القائد صالحاً لوجدت أن الكثير يطمح للوصول إلى ذات المرتبة في صفات هذا القائد والرغبة في الوصول لمثل إنجازاته، أما في حال عدم صلاح القائد فتجد العكس تماماً فقد يفسد حتى الموظف الصالح لرؤيته عدم جدوى صلاح عمله تحت قيادة هذا المسؤول بل قد يُحارب لصلاحه!. وعندما تجد أن رئيس البلاد صالحاً فأثر صلاحه تجده يتغلغل في أركان الدولة جمعاء، فيشيع فيها العدل وتشيع فيها المساواة، فتجد أن المثل الأعلى للمواطنين هو قائدهم، وهذا من طبيعة البشر السليمة وهو التأثر بمن هو صالح والتشبه به والعمل بعمله وبهذا أيضاً تصبح البلاد ذاتها قدوة ومثالاً يُحتذى به للدول الأُخرى. إن القيادة السليمة هيّ صاحبة مُخرجات سليمة مُنتجة لذاتها ولمجتمعاتها وهيّ الركيزة الأساسية في خلق أُسر متمسكة ومجتمع متمسك ذي قدوة، جميل ذلك المنظر عندما رأينا حارس مرمى قديراً وخلوقاً يسير مع ابنه في المستطيل الأخضر وقد أصبح ذلك الابن كوالده حارس مرمى قديراً يُشار إليه، فاجعلوا أنفسكم قدوة لكُل من تجدون أنكم أصحاب تأثير عليهم. تبرعات: إن الصدقات العينية أو المالية التي تقوم دولة قطر بمنحها للدول ذات الحاجة والتي يعاني شعبها من الفقر والأمراض ما هيّ إلا توفيق من الله، ونرى بلا شك أثر ذلك الخير على البلاد كأثر المُخرج لصدقته للغير، وهي من مبادئ قطر المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف وتقاليدنا العربية الأصيلة. أخيراً اجعل نفسك اسماً في سماء التاريخ ولا تكُن رقماً ما بين هامش الحياة ومزبلة التاريخ. bosuodaa@