12 سبتمبر 2025
تسجيلالثقة كحبل يمتد بين طرف يعطي وآخر يأخذ، فهي تمتد بينهما وتُمنح؛ لتترجم الكثير عن طبيعة العلاقة الممتدة، هذا إن وُجهت إلى المسار الصحيح وبشكل جميل لا يتجاوز حدود المعقول والمقبول لأننا وإن قمنا بعكس ذلك، ومنحناها دونها القيود، سمحنا بوقوع كل ما نرغب به وما لم نكن لنرغب، فالحدود هي من تلزمنا بما يجدر بنا القيام به دون أن نفرط ونسرف بذلك أبداً؛ لننتهي بنتائج لا تمت لتوقعاتنا بصلة، والحقيقة أن مفهوم الثقة في هذه الأيام يختلف عما كان عليه الوضع في السابق من حيث الحدود، التي وبعد أن تغيرت بتعرضها لأشعة الظروف المستجدة عليها أصبحت تجبرنا على مواجهة نتائج جديدة ومختلفة عن كل ما سبق لنا وأن تعرضنا له وتعرفنا عليه من قبل، والحق أن التمسك بضرورة منح الحرية بحدود كما كان من السابقين، هو ما كان يضبط العملية التربوية وبشكل ملحوظ صار مهزوزاً وضعيفاً مع الغالبية إلا من رحم ربي منا، خاصة بعد أن صارت مساحة الحرية أكبر بكثير وتسمح بها الثقة المُتاحة التي تُقدم وعلى طبق من ذهب وللأسف لمن لا يُحسن استخدامها، بل يسحبها؛ ليقع معها وسط حفرة يصعب الخروج منها إلا بنتائج غير مشرفة، وغير لائقة أصلاً، والدليل أننا صرنا نسمع بقصص تثير الجدل، تلتهم المجتمع وتشغله بها كل الوقت، عن أحداث ما كانت لتحدث إن تحكم كل مسؤول بأوتار الثقة منذ البداية، والمسؤول هنا هو كل من يملك مكانة تفرض عليه اتخاذ القرارات المناسبة، وتسمح له بالتغيير والتعديل ضمن إطار يُعمر دون أن يدمر، وهو ما نسعى إليه في مجتمعاتنا المُحافظة التي تقوم على قواعد ومتى التزمنا بها؛ لربحنا من الخير الكثير مما سيكون فيه تطوير أفراده وتقدمهم إلى الأمام. إن الموضوع الذي رغبنا بأن نُسلط عليه الضوء هذا اليوم يتناول الثقة وبشكل عام، وما تعنيه لكم وبشكل خاص سيمسح لنا بالتعرف عليها وعليكم، فإليكم ما هو لكم. همسة أخيرة لا يمكن بأن تُمنح الثقة ما لم تكن ضمن حدود تسد كل الثغرات التي يمكن بأن تسمح بما لا يُقبل بأن يكون لنا يوماً، وهو ما يعتمد على الأسرة التي يتوجب عليها تولي هذه المهمة منذ البداية مع الأبناء الذين سيتولون مهمة تحريك دفة المجتمع في المستقبل، ولن يتمكنوا من النجاح في هذه المهمة إن لم تتمكن الأسرة من غرس المفاهيم الصحيحة في عقولهم من قبل، أي كل ما يجدر بأن يكون؛ كي يتحقق لنا المراد، وبكلمات أخرى فلنبدأ بغرس معنى الثقة في عقولهم؛ كي نحصد كل ما نحلم به ونسعى إلى توفيره في مجتمعنا، دون أن نضيق الخناق عليهم؛ لتصبح الثقة حبلاً للمشنقة ستنهي حياتهم.