16 سبتمبر 2025

تسجيل

العلم نور

23 يناير 2022

أُسدل الستار على معرض الدوحة الدولي للكتاب، العرس الثقافي، الذي بدأ به عام 2022 العام المنتظر، الذي سيشهد العديد من الفعاليات المهمة، وقد اُفتتح المعرض في الثالث عشر من يناير الجاري، واستمر حتى الثاني والعشرين، وتعد هذه النسخة 31 منذ قيام معرض الكتاب قبل 50 عاماً تقريباً، وقد شارك في المعرض 37 دولة و430 دار نشر مباشر و90 توكيلاً غير مباشر، كما شاركت بعض المؤسسات والجامعات في الدولة، وشاركت دور نشر أمريكية لأول مرة، وكانت للسفارة الإيطالية مشاركة بجناح مهتم بالأطفال، وبعض السفارات مثل فلسطين وسوريا وكوريا الجنوبية وإندونيسيا وروسيا وغيرها. قد ضمت النسخة الاستثنائية من المعرض مجموعة من الفعاليات الثقافية المصاحبة، والتي توزعت في أكثر من موقع في أرض المعرض، الذي شهد حراكاً ثقافياً وأدبياً وفنياً، فتم تنظيم العديد من الندوات والورش التثقيفية، التي استضافت الأدباء والمفكرين والشعراء والفنانين، ولعّل أكثر ما أبهر الجميع أثناء تجولهم في المعرض هو التنوع الثقافي، فبالإضافة للكتب المتنوعة والقيّمة التي تعكس رأي المفكرين والأدباء، تستوقفك الندوات المقامة في المسرح الرئيسي، الذي شهد عدة محاور أدبية ومُفكرين ومؤلفين نقلوا تجاربهم وآراءهم بكل أريحية، وناقشوا هموم المثقف العربي وتحدياته، كما كان يشهد ملتقى المؤلفين حراكاً ثقافياً وتوقيع كتب عدد من المؤلفين والكتّاب، وكان لنادي الجسرة دور في تنظيم الندوات، حيث استضاف الكتّاب والخبراء في الأدب، وعجت أروقة المعرض بورش متنوعة، أشرفت الجهات المشاركة على تنفيذها، مثل مكتبة قطر الوطنية وهيئة المتاحف وشبكة الجزيرة الفضائية. وليكتمل المشهد الثقافي كان للفن حضور بارز وجميل من خلال تواجد الفنانين ورسم لوحاتهم من وحي المعرض، وكانت فرصة للتعرف على إبداعاتهم، بالإضافة إلى وجود الموسيقى التي كانت تزيد من سحر المكان، سواء كان عزف البيانو أو التخت الشرقي. ولعّل أكثر ما ميّز المعرض هذا العام هو دوار التلفزيون وهو عبارة عن استوديو تلفزيون قطر المباشر، فقد صُمم بطريقة جذابة في منتصف المعرض تقريباً وعّبر عن عراقة تلفزيون قطر، كما تم عرض مجموعة من المقتنيات القديمة للتلفزيون متمثلة في بعض الأجهزة مثل المكسر والكاميرات وأشرطة الفيديو التي استخدمت في الثمانينيات، وكان أقرب للمتحف خاصة للأجيال الجديدة التي لم تشهد مثل تلك الأجهزة، فهذا ما ميّز تلفزيون قطر هذا العام. ولعّل تشريف صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله معرض الكتاب يدل على عمق رسالته، وسعي الدولة لتعزيز أهمية الثقافة والتشجيع على القراءة والنهل من العلم مما يحفز الكتّاب والأدباء لتقديم أعمالهم المختلفة، وتشريف معالي الشيخ خالد بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية افتتاح المعرض يعزز أهمية معرض الكتاب ويبين الرؤية السديدة للحكومة في تشجيعها على الثقافة، ونجد حرص الشخصيات العامة من وزراء وشيوخ على حضور المعرض وتسجيل إعجابهم بالفعاليات التي أتت مختلفة هذا العام لهو دليل على أهمية هذا الحدث الثقافي. وقد خُتم المعرض بحفل صباحي، شرّفه سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة باعتبار الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لعام 2021، كما حضرت الحفل معالي الدكتورة هيفاء النجار وزيرة الثقافة الأردنية، والتي شهدت مشكورة العديد من فعاليات معرض الكتاب. وشارك أبو الفنون (المسرح) في فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب بعروض لمسرحية الأصمعي باقوه، التي تضمنت فكرة جديدة جسدها مجموعة من الفنانين القطريين القديرين، وكتبها المبدعان عبدالرحيم الصديقي وتيسير عبدالله وأخرجها القدير سعد البورشيد، فاكتمل العرس الثقافي بكل تفاصيله وعاش المجتمع القطري والثقافي بشكل خاص أياماً زادت من معرفته وتجاربه. • تحية لكل القائمين على معرض الكتاب في نسخته الـ 31، فقد شهدت الدوحة عرساً ثقافياً أدبياً جميلاً، ويُسجل في الذاكرة وتحية للسيد جاسم البوعينين مدير معرض الدوحة الدولي للكتاب وفريقه على جهودهم في تنظيم المعرض، وتحية خاصة لسعادة وزير الثقافة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، والذي كان حاضراً في كل أيام المعرض ومشجعاً لكل الأدباء والمؤلفين والناشرين مما يعكس حبه للثقافة والأدب ودعمه للحراك الثقافي في الدولة، فهنيئاً لنا بهذه الرؤية وهذا الدعم. [email protected] ‏@amalabdulmalik