12 سبتمبر 2025
تسجيلوينك يا الربيع العربي أما زلت في مخيلة كل عربي؟ فقد خربوك خفافيش الظلام ومصاصو الدماء وأعداء الحرية وتركوا الشعوب ما بين مسجونٍ يئن ومعذبٍ ومغتربِ يُقاسي نار وويلات الغربة والبعد عن الوطن وذكرياته الجميلة ومفارقة الأحباب والأصحاب، وأنين وأحزان وآلام في كل مكان وقسوة قلب وجور السلطان والهجوم العكسي عليك؟ فكم هَلل بقدومك الكثيرون وكم من الأحلام في المُخيلة بُنيت لكن يا خسارة يا وجع ليس يمتد من بغداد إلى الصين فحسب كما قال نزار قباني ولكن لأبعد نقطة في الكرة الأرضية، فذهبت تلك الأحلام الوردية مع الريح وكانوا يطمعون أن يروا حتى بعضا من زهورك وورودك ويأكلوا من ثمارك رغم ما دفعوا من فاتورة باهظة الثمن وسقوك بدمائهم الطاهرة ودموعهم الغالية فكانوا لا يطمعون بالكثير ولكن باليسير والحياة الكريمة التي هي مطلب مُحق لكل شعوب الأرض، فرب العالمين قد خلق للناس أرزاقهم في كل مكان في البحر والبر فوق الأرض وتحتها لكي يعيشوا دون عوز ولا حاجة فالعمر كما تعلمون قصير فكم هو جميل العدل إذا تحقق ينشر الأمن والسلام في ربوع الأوطان ويأخذ كل ذي حق حقه ويتحقق به الاستقرار، فمادام المواطن مرتاحا فما الذي يدعوه إلى أن يخرج إلى الشارع يطالب بحقوقه بدون مِنّة من أحد يتفضل عليه فكم يحز في نفسه ويصيبه اليأس، وهي مرحلة خطيرة في عمر الإنسان عندما يرى ثرواته تذهب هباءً منثورا في كل مكان في أمور عبثية لا طائل من ورائها، وهو فريسة الحاجة والعوز وضيق ذات اليد لا يستطيع أن يأكل ولا يجد الدواء ولا الكهرباء والماء ولا يستطيع تعليم أبنائه، حتى المأوى لا يجده البعض في عالمنا العربي، فبعد كل ذلك لا تسألوا لماذا يخرج البعض إلى الشارع ليعبر عما في داخله! فلماذا نتركه لكي يصل إلى هذه المرحلة، فأحداثها في العالم العربي مؤسفة فقاتل الله الفساد يأكل كل شيء في طريقه كالجراد فهو سبب كل مصيبة وهو من جعل المجتمعات طبقات وزاد الطين بِلة التفرقة في العطايا والهبات! فالشعوب العربية نسيت المستقبل بل أُنسيت وأُشغلت في مشاكلها الداخلية ضرب بعضها ببعض بسبب غباء البعض منا من جهلة القوم الذين سوقوا الفتن والمؤامرات وحملوا معاول الخراب، وكان التهور شعارهم والغرور وتبنوا سياسات حمقى تُسوق لجنونه وفنونه التي لا تنتهي وكل يوم له حماقة وتخصصت دول الحصار في وأد أي ربيع جديد وتربعت الإمارات على عرش ذلك وكان همها الأول خنق الحريات والتدخل في شؤون الدول في أي مكان وبأي ثمن.