21 سبتمبر 2025
تسجيلالمتتبع لمسار الأزمة الخليجية منذ إعلان الحصار على قطر، والمراقب لنقاط القوة والضعف منذ هذا التاريخ يلاحظ وبكل وضوح ثمار الحكمة التي كانت نهج قيادتنا وخيار شعبنا، وما جنته بذلك - بعون الله وفضله - قطر من نجاح سياسي ونمو اقتصادي ورفاه اجتماعي، وما جنته في المقابل مآلات التهور التي اختارتها دول الحصار على شعوبها، بعد أن اختارتها قياداتها نهجا وديدنا، ظنا منها أنها بذلك ستحقق إما المنافع الاقتصادية، أو إلحاق الضرر بقطر. فأي النتيجتين تحققت، وأي المنهجين أولى بأن يتبع؟. ما نراه وبكل فخر، مكاسب ونجاحات نفرح بها يوما بعد يوم، وتتعزز يوما بعد يوم، وعلاقات تتوثق وتترسخ يوما بعد يوم مع دوائر صنع القرار والمراكز المؤثرة في العالم، وآخرها استقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في مكتبه بقصر البحر أمس، لسعادة السيد سنتيورين يوري بتروفيتش الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز، بمناسبة استلامه مهام عمله، وهو الموقع الذي ينظر إليه كأهم مرفق اقتصادي مؤثر عالميا. في نفس الوقت ننظر إلى أكبر اقتصاد في المنطقة ينهار تدريجيا، فمن كان يتصور أن يرى في يوم من الأيام تقدم المملكة العربية السعودية بطلب إلى عدد من البنوك العالمية للحصول على قروض ضخمة، تقدر بعشرة مليارات دولار أمريكي. ومن كان يتوقع أن يرى اقتصادات تعتبر نموذجا في المنطقة تمول عجز ميزانياتها بفرض الضرائب على المواطنين والرسوم على المقيمين، والبحث عن أي مصدر يسهم في توفير مصدر مالي حتى ولو أدى إلى اعتقال الأشخاص وإيداعهم السجون لانتزاع الأموال من ثرواتهم الخاصة. إنها باختصار النتائج المتوقعة والطبيعية لمن يجني ثمار الحكمة ومن ينزلق إلى مآلات التهور.