04 نوفمبر 2025
تسجيلكلما انقضى يومٌ من أيامِ الحصارِ نزدادُ يقيناً بأنَّ حكامَ إمارةِ دحلانَ الظبيانيةِ يعانونَ أمراضاً نفسيةً تدفعهم للتصرفِ كزعماءِ عصابةٍ وليس كقادةِ دولةٍ، مما يجعلُ منَ العبثِ الاكتفاءَ بتحليلِ دوافعِ وأسبابِ سلوكهم الإجراميِّ من جانبٍ سياسيٍّ، ويصبحُ من الواجبِ علينا تحليلها نفسياً كما سنفعلُ في النقاطِ التاليةِ: 1) الانحرافُ الوظيفيُّ: يؤمنُ حكامُ إمارةِ الخرابِ بأنَّ وجودهم في قمةِ هرمِ السلطةِ أمرٌ يمنحهم امتيازاتٍ مطلقةً لتسخيرِ الدولةِ وأجهزتها لتحقيقِ مصالحَ شخصيةٍ لهم، وأنَّ على المواطنينَ الطاعةَ والخضوعَ والقبولَ بالعيشِ كأدواتٍ بلا إرادةٍ حرةٍ، وإلا تعرضوا للاعتقالِ التعسفيِّ، والإخفاءِ القسريِّ، والمحاكماتِ الهزليةِ التي تلقي بهم في غياهبِ السجونِ. ولأنهم مسكونونَ بالخوفِ على سلطتهم، فإنهم يتمتعونَ بروحٍ تآمريةٍ تبحثُ دائماً عن وسائلَ لتصديرِ نموذجهم الاستبداديِّ إلى الدولِ الخليجيةِ، وتعملُ على قمعِ الشعوبِ في دولِ الربيعِ العربيِّ وتبديدِ تضحياتها. وهنا، نجدُ تفسيراً أولياً لعدائهم تجاه بلادنا وشعبها، ونفهمُ دوافعَ انحطاطهم الأخلاقيِّ في حملاتِ إعلامهم على سموِّ الأميرِ المفدى وسموِّ الأميرِ الوالدِ اللذينِ انتقلا ببلادنا إلى دولةِ الإنسانِ المواطنِ القائمةِ على العملِ المؤسسيِّ المرتكزِ على الدستورِ والقانونِ. 2) الانعزالية: فسياساتُ غلمانِ دحلانَ، داخلَ بلادهم وخارجها، تتسمُ بانعدامِ الحسِّ الأخلاقيِّ، وبالبرودِ العاطفيِّ، والميلِ نحو السريةِ، وعدمِ الاهتمامِ بالعلاقاتِ الإنسانيةِ التي تربطهم بالآخرينَ. ففي جرائمهم المتواصلةِ ضد بلادنا، يستخدمونَ رعاعاً يقومونَ بالمهامِ القذرةِ التي يأباها الشرفاءُ، فنجدُ تافهاً بلا أدبٍ ولا ثقافةٍ كحمد المزروعي، ومسترزقاً بلا إيمانٍ وتقوى وأخلاقٍ كالدعيِّ وسيم يوسف شحادة، ومهووساً بإثباتِ ولائه كأنور قرقاش، ومسكوناً بوضاعته كضاحي خلفان، وسواهم من الساقطينَ، يعكسونَ ما يملأُ نفوسَ أولئكَ الغلمانِ من انهيارٍ شاملٍ للقيمِ الأخلاقيةِ الإسلاميةِ والعربيةِ والإنسانيةِ. وفي تعاملهم مع القضيةِ الفلسطينيةِ، نلاحظُ استعدادهم القويَّ للتضحيةِ بالشعبِ الفلسطينيِّ ومقدساتنا في فلسطينَ مقابلَ رضا الصهاينةِ عنهم. ولأنهم يدركونَ أنَّ صحوةَ الشعوبِ لا يمكنُ لأحدٍ أنْ يوقفها، فإنهم يعملونَ جاهدينَ على تخريبِ الأوطانِ وتقسيمها كما في اليمنِ وسوريا وليبيا، بهدفِ شغلِ شعوبها بالصراعاتِ والدماءِ والأشلاءِ، في حالةٍ تبينُ انسلاخهم عن الأمةِ وقضاياها، وتشيرُ إلى الخطرِ العظيمِ الذي يتهددها إذا لم تتم معالجتهم نفسياً. 3) إدمانُ الإرهابِ: نحنُ نعلمُ أنَّ الإدمانَ هو الحاجةُ القاهرةُ غيرُ القابلةِ للسيطرة إلى تعاطي مادةٍ مسكرةٍ أو مخدرةٍ، أو القيامِ بأفعالٍ معينةٍ. لكنَّ غلمانَ دحلانَ أدمنوا الإرهابَ، وباتوا لا يستطيعونَ الحياةَ إلا بممارسته. إلا إن إرهابهم هو إرهابٌ تقومُ به دولتهم بأجهزتها السياسيةِ والاقتصاديةِ والعسكريةِ والإعلاميةٍ، ويستهدفُ الدولَ والأنظمةَ والشعوبَ علانيةً. فهم يعلنونَ عدمَ تقيدهم بالقانونِ الدوليِّ بقيادتهم لعصابةِ دولِ الحصارِ، ودعوتهم لتغييرِ نظامِ الحكمِ في بلادنا. ويجعلونَ من عميلٍ صهيونيٍّ كمحمد دحلانَ مستشاراً يرسمُ لهم سياساتهم، ويدعمونَ انقلابياً قميئاً سفاحاً كالسيسي في مصرَ، وقاتلاً محترفاً كخليفة حفتر في ليبيا، ورعاعاً انفصاليينَ في اليمنِ وسوريا. إنهم يعيشونَ الإرهابَ كأسلوبِ حياةٍ لدولتهم، مما يدفعنا للمناداةِ بوجوبِ فتحِ ملفاتِ دعمهم للتنظيماتِ الإرهابيةِ كالقاعدةِ وداعش من خلالِ غسلِ الأموالِ الذي يشكلُ إحدى الركائزِ الرئيسةِ لاقتصادهم. إنَّ الأمراضَ النفسيةَ لحكامِ إمارةِ الخرابِ تقودُ الإماراتِ إلى هوةٍ سحيقةٍ من كراهيةِ العربِ والمسلمينَ، وتجعلها معزولةً عن الشعوبِ، وهذا يعني أنها تسيرُ شيئاً فشيئاً نحو الانهيارِ الشاملِ، ولابد للشعبِ الإماراتيِّ وحكامِ الإماراتِ الأخرى من وضعِ الغلمانِ في مصحةٍ نفسيةٍ قبلَ أنْ يعمَّ الخرابُ ولا يعود بالإمكانِ إصلاحه. كلمةٌ أخيرةٌ: نحمدُ اللهَ أنْ أنعمَ على شعبنا بوطنٍ رائعٍ هو قطرُ الحبيبةُ، وبقائدٍ يحملُ في قلبه الوطنَ والشعبَ وكلَّ إنسانٍ يعيشُ في بلادنا.