17 سبتمبر 2025

تسجيل

اليمن يدخل النفق المظلم

23 يناير 2015

باستقالة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي وهو تحت الإقامة الجبرية التي فرضتها عليه جماعة الحوثي واستقالة الحكومة، يدخل اليمن في فراغ سياسي خطير لا يملأه حاليا إلا ميليشيات جماعة الحوثي التي سيطرت على كافة المقار الرئاسية والحكومية والعسكرية في صنعاء واستمرت في فرض شروطها والتضييق على الرئيس وحكومته الشرعية المعترف بها عربيا ودوليا، وقد عمل الحوثيون وبالتنسيق مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح عن سبق الإصرار لإيصال اليمن إلى هذه الحال من انعدام المؤسسات والتحشيد الخطير والانقسام الذي قد يؤدي إلى الانفجار في أية لحظة. لقد نص الاتفاق الذي أجبر الرئيس على قبوله قبل الاستقاله على تعديل مسودة الدستور وتوسيع عضوية الشورى وعضوية الحوثيين والجنوب في مؤسسات الدولة وإطلاق مساعد الرئيس، وسحب الحوثيين لميليشياتهم من كافة المواقع المطلة على منزل الرئيس والانسحاب من دار الرئاسة والقصر الجمهوري ومن معسكر الصواريخ، ومن كافة النقاط التي احتلت يوم 19 يناير الجاري، وعلى ما يبدو، فقد استمر الحوثيون في لعبة الابتزاز تحت تهديد السلاح وتقدمت بالمزيد من المطالب، رغم أن الحوثيين لم يبدُ منهم أية مؤشرات للانسحاب، ما دفع الرئيس لليأس من إمكانية التوصل إلى حل والاستقاله وترك الساحة للحوثيين. لقد باتت جماعة الحوثي المسلحة اليوم مسؤولة أمام الشعب والعالم عن كل تدهور محتمل للوضع في اليمن، فهي القوة العسكرية الوحيدة الموجودة حاليا، والتي فرضت نفسها بقوة السلاح على الشعب اليمني، مخالفة كل مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة، ولقد خالف الحوثيون بنود المبادرة الخليجية المدعومة دوليا وأصروا على إفشال الحوار ونفذوا انقلابا على الحكم الشرعي باقتحامهم دار الرئاسة بصنعاء وسيطرتهم على الهيئات الحكومية واختطافهم لمساعد الرئيس أحمد عوض بن مبارك، بل وأجبروا الرئيس المستقيل على القبول بالمطالب الأربعة التي تحدث عنها زعيم الحوثيين ودفعوا اليمنيين جميعا إلى حافة اليأس التي نرجو أن يتجاوزها الشعب اليمني بحكمته اليمانية المشهورة.