14 سبتمبر 2025

تسجيل

أطفال لا ذنب لهم

23 يناير 2014

لقد ابتليت مجتمعاتنا خاصة في الآونة الأخيرة بزيادة كبيرة جداً في معدلات الطلاق وذلك تبعاً لظروف كثيرة منها تغير أنماط الحياة وزيادة الضغوطات التي لم يكن الأزواج يتعرضون لها سابقاً، إلى جانب تميع القيم الدينية والمجتمعية الذي أفقد كثيراً من الشباب أساسيات احترام الحياة الزوجية والحفاظ عليها والقيم الأسرية التي كانت تقوي روابط العائلة وتحفظ دعائمها، إلى جانب الانفتاح المتسارع على العالم مما جعل البعض يتحول لمسخ لا يعرف ما هي المسؤولية العائلية ولا يقدر معنى أن يحمل في عنقه أمانة إنجاب الأطفال وتربيتهم والحفاظ عليهم من الضياع ومن التشتت وتعريضهم لأن يكونوا أطفال طلاق يدفعون فواتير آباء لم يعرفوا معنى الأمانة .حين تستحيل الحياة بين الزوجين ويقع الطلاق فلابد أن يكون طلاقاً صحياً كما يسميه البعض وخاصة حين يكون لذلك الزواج ثمرة من أطفال ليس لهم ذنب إلا أنهم ضحية لذلك الزواج الفاشل ، فلابد أن يعي الطرفان أن انتهاء علاقتهم لا يعني أن يكون الأطفال هم جسر التواصل الشائك للانتقام ولإيلام الطرف الآخر، ووسيلة للمساومة على أغراض ومكاسب شخصية يحققها أحدهم على الآخر، وذلك لأن هؤلاء الأطفال ببساطة شديدة هم نبتة ضعيفة لا تحتمل رياح الكره العاتية ، ولا تقدر على مجابهة الخلافات المؤلمة التي بدلاً من أن تجعل منهم أفراداً صالحين لأنفسهم ولمجتمعهم ستخلق منهم ضحايا، مهتزين بشخصيات مزعزعة ومتعبة وبنفسيات مشوهة . فليتقِ الله كل من كتب عليه هذا القدر المؤلم، وليعلم أن أطفال الطلاق لا ذنب لهم في فشل الآباء.