الوساطة القطرية.. إنجاز جديد

حققت دولة قطر إنجازا دبلوماسيا جديدا، بعد نجاح جهود وساطتها بين الولايات المتحدة الأمريكية، وجمهورية فنزويلا البوليفارية في تبادل عدد من السجناء، وهي خطوة تأتي كجزء من وساطة شاملة تقودها قطر لمعالجة القضايا العالقة بين واشنطن وكراكاس، وتعكس الدور الكبير والبارز للدبلوماسية القطرية وثقة المجتمع الدولي فيها. ويأتي نجاح هذه الجهود، والشكر الذي تلقاه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى من رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو بعد نجاح الوساطة، ليظهر الدور المحوري للدبلوماسية القطرية وقدراتها المؤثرة على الساحة الدولية، الذي مكنها من ترسيخ مكانتها كوسيط فعال في التوسط والإسهام في حل عدد من القضايا والنزاعات الإقليمية والدولية، معتمدة على سياستها الخارجية المتوازنة وعلاقاتها المتميزة مع العديد من دول العالم. إن نجاح هذه الوساطة الذي جاء بعد نجاح الدوحة ودورها في اتفاق الهدنة الانسانية المؤقتة بين اسرائيل وحماس والافراج عن عشرات الرهائن المحتجزين في غزة، واستمرار هذه الجهود للتوصل الى اتفاق لاطلاق النار ووقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، امتداد لسجل حافل بالوساطات الناجحة في العديد من الملفات الدولية والاقليمية، لعل أبرزها الاتفاق التاريخي بين الولايات المتحدة الأمريكية وطالبان في افغانستان، وجهودها بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، واتفاقيات السلام والمصالحة في لبنان والسودان وتشاد. إن تبادل السجناء بين الولايات المتحدة الأمريكية، وجمهورية فنزويلا البوليفارية، يعزز جهود بناء الثقة بين البلدين ويفتح الطريق لمعالجة كل القضايا واعادة تطبيع العلاقات، وهو إنجاز يؤكد مجددا مكانة دولة قطر كشريك موثوق على المستويين الإقليمي والدولي، كما يعكس دورها الفعال في صناعة السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.