11 سبتمبر 2025

تسجيل

يوم وطني بلا عَلم!

22 ديسمبر 2020

أصبح اليوم الوطني لدولة قطر ذا مكانة عزيزة في قلوبنا، لما يحمله هذا اليوم من مظاهر تجديد اللُحمَة الشعبية، وتجلى ذلك بوضوح في مشاركة الجميع دون استثناء بدءاً من أصغر طفل إلى القيادة العُليا والمُتمثلة في صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله تعالى، فمشاعر الفرح بهذا اليوم ما هي إلا نوع من تجديد الروح لمُحبي هذا الوطن. وللأسف قد رأينا أن هُناك نوعاً من سوء الفهم في معرفة الوطنية وكيفية إظهار محبة الوطن من مرحلة التحدث والتغني فيه إلى مرحلة العمل، فوجدنا من مظاهر الفرح السلبية قيام بعض من المواطنين بإتلاف ممتلكات عامة واعتداء لا أخلاقي من البعض الآخر على مشاركات من الأخوات المُقيمات، وفئة جعلت الطريق مسرحاً للاستعراض وإتلاف الأرضية الأسفلتية وتعريض حياة الآخرين للخطر!. وقد سُررنا عند ورود أخبار من وزارة الداخلية بأنه قد تم إلقاء القبض على المُخالفين وإحالتهم إلى جهات المُختصة، ونحن بدورنا نتساءل ما الذي جعل هؤلاء الأشخاص يقومون بهذه التصرفات التي لا تمت للأخلاق بصلة ولا للدين ولا هيّ أفعال تُثبت شيئاً للوطنية، فإن تلك التصرفات لا يُمكن وصفها إلا بأنها نوع من عدم حُب لهذا الوطن والإساءة إليه. فهل هذه التصرفات تُعبر على مشكلة نفسية أو كبت مُعين وعلى أثره ظهرت هذه التصرفات السلبية واللا مسؤولة؟. على الجهات الأمنية أن تتضافر مع الجهات الأُخرى في الدولة في معالجة هذه الظاهرة، فالهدف ليس عقاب الفاعل، ولكن الهدف إصلاحه والتوعية المجتمعية للتخلص من هذه الظاهرة واندثارها. ومن ناحيه أُخرى لا يجب التشكيك في وطنية أحد من أفراد المجتمع من بعض الفئات، وتوزيع الوطنية وفق المعايير الشخصية لما فيه هذا الأمر من الخطورة الكبيرة في حدوث الانشقاقات الشخصية والقبلية والمجتمعية، فهناك من يُعبر عن الوطنية بالاحتفال في الفعاليات المُقامة في الدولة، وهناك من يُشارك بنشر صور الرموز في الدولة والعلّم الذي يرمز إلى هذا الوطن فالبعض يظن هذه هيّ فقط ملامح الوطنية. إن هُناك من لم يشاركونا في الاحتفالات في الشوارع العامة أو الأماكن الخاصة وقد لا يكونون قد شاركونا الاحتفال حتى عن طريق الهواتف وهذه لا تُقلل من وطنيتهم شيئاً. إن من يعمل في سفارات دولة قطر في الخارج بعيداً عن الوطن وإنشغالهم في أداء عملهم على أكمل وجه لهو من الوطنية الخالصة، إن من يقفون على حدود الوطن ويذودون بأرواحهم لحمايته هم من مُحبي هذا الوطن، إن من يعمل في مكتبه في وزارات الدولة المُختلفة فهو من أصل الوطنية، إن المُحافظ على إنجاز عمله وإخلاصه في عمله لهو الوطني الحق، إن الكادر الطبي الذي يعمل بإخلاص دون كلل أو ملل ويتعرضون للمخاطر اليومية لحماية المرضى فهذه من الوطنية الصُرفة. الوطنية هيّ الإنجاز، وهيّ العمل بإخلاص والمحافظة على موارد الدولة والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة والنصح بما فيه المصلحة العامة دون الشخصية، والتعاون مع جهات الدولة المُختلفة بما فيه مصلحة الوطن. إن ما نحتفل به في هذا اليوم بوضع أبياته في هذه المناسبة من كلمات المؤسس رحمة الله تعالى عليه ما هيّ إلا عمل قام به فهو احتفال بعمل تأسست عليه الدولة بجهود خُلدت، وإن آباءنا الذين عملوا في جميع مجالات الحياة هُم لبنة عمل خالده في تأسيس هذا الوطن، لقد قدموا العمل لهذا الوطن فتأسس ما نراه الآن. ففي الوطنية لا نطلب مِنك صورة وعَلما يُجَمل به المكان فقط ولكن نطلب مِنك عملا تنفع به الوطن والعباد. أخيراً الوطن ليس حفرةً يُغرف منها المال، بل هو وطن يستحق منا العطاء. bosuodaa@