الإنسانية بين الذكاء الاصطناعي والفطري ( 4 )

لعل علم الروبوتات أو الـ (ROBOTICS) هو العلم الذي يدرس جميع جوانب الصناعة المرتبطة بهندسة وبناء وتشغيل الروبوتات، والذي يقوم على النظر في كيفية قيام أي نظام تكنولوجي مادي بأداء مهمة معينة تختصر الوقت والجهد، كما أن علم الروبوتات متداخل أيضاً مع الذكاء الاصطناعي وبما أن الروبوتات وحدات منفصلة ومتنقلة بذاتها أصبح ينظر إليها على أنها كيانات لها ذكاؤها الخاص، وإن كان محدوداً في الوقت الحاضر ببرمجتها وقدراتها إلا أنه سيشهد تطوراً مخيفاً في المستقبل، الأمر الذي قد يجعل من أفلام الخيال العلمي واقعاً ملموساً. هذا الروبوت أو الإنسان الآلي آلة متحركة مزودة بحاسب آلي يساعدها على القيام بأعمال مبرمجة سلفاً، وغالباً ما يستخدم لأداء أعمال دقيقة أو خطرة كالبحث عن الألغام والتخلص من نفايات مشعة، وهناك أيضاً روبوتات حديثة تخدم المرضى وكبار السن، وحيث كان الروبوت حاضر أيضاً لمواجهة فيروس كورونا (كوفيد – 19)، فقد تم استخدام الروبوتات بفعالية في العديد من الأمكنة، ففي مدينة ووهان في الصين وهي المدينة التي انطلق منها وباء كورونا، وحيث شوهدت الروبوتات وهي توزع الأدوية في المستشفيات وتعقيم الشوارع وأيضاً في حملات تحض المواطنين على دعم النظافة الشخصية. وفي مواجهة تزايد الحرص لدى المستهلكين على ملازمة المنازل وتعريض عمال التوصيل لخطر الإصابة بفيروس كورونا، سجلت شركة (ستارشيب تكنولوجيز) والتي تتخذ مقراً لها في مدينة سان فرانسيسكو ازدياداً في طلبات التوصيل عبر الروبوتات في عشرات المدن حول العالم، وفي مدينة هونغ كونغ يتم استخدام الروبوتات لتنظيف عربات النقل الجماعي للسكك الحديدية التي تنقل ملايين الركاب يومياً، وفي ألمانيا يتم استخدام الروبوت لتدليك الأبقار وعلفها وحلبها بالمزارع الألمانية، وحيث يمكن للعاملين بمجال تربية الأبقار اليوم الاعتماد على روبوت يقوم بكافة ما اعتاد المزارع عليه سابقاً بنفسه للاعتناء بما يمتلكه من أبقار، إذ يمكن للروبوت أو الآلات ذاتية الحركة إطعام الأبقار وتحريكها وتنظيفها ومراقبة صحتها وجودة حليبها بما يخفف الكثير من الأعباء على المزارع. ومن جانب آخر تخضع روبوتات مستقلة مشابهة لاختبارات من جانب شركة التسوق عبر الإنترنت "أمازون" التي توفر أيضاً عمليات توصيل بواسطة الطائرات المسيرة، وكذلك تختبر شركة "وينغ" الناشئة التي أنشأتها شركة "ألفابت" المملوكة لشركة "غوغل" توصيل الأدوية التي لا يتطلب شراؤها وصفة طبية في ولاية فيرجينيا، وهي بدورها سجلت ازدياداً كبيراً في الطلبات أثناء جائحة فيروس كورونا (كوفيد – 19). وللمقال بقية الأسبوع المقبل ‏[email protected]