22 سبتمبر 2025
تسجيلفصل جديد من سوء الفهم في قضايا العمل والعمال في قطر، يقع فيه الإعلام الأجنبي وهذه المرة عبر صحيفة الغارديان التي نسبت تصريحات لسعادة السيد حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث. وتصريحات الذوادي لم تزد على كونها تعقيباً وشرحاً لسؤال وجهته له صحيفة الغارديان وهي تبحث عن خبر تروي به ظمأ القراء المتعطشين إلى الأخبار والأحداث المثيرة. وكالعادة كان مجال العمل والعمال هو الميدان المناسب للإثارة ولجذب انتباه القراء بغض النظر عن ردود الأفعال السلبية التي ترتبت على تلك التصريحات المنقولة على وجه لم يدل به السيد حسن الذوادي؛ وهو العارف بأصول الخطاب الإعلامي وضوابط التصريحات الإعلامية منذ بداية الملف المونديالي، وقد نجح في ضبط إيقاع التصريحات أمام المتربصين بمونديال قطر والباحثين عن ثغرة يشبعون بها حسرتهم على فوز قطر بهذه البطولة العالمية. الصحافة الغربية بشكل عام والغارديان ليست استثناءً، تبحث عن الأحداث المثيرة والقرارات التي تجذب الأنظار وتجتهد لتحقيق ذلك ولو تطلب الأمر الخروج على النص لذلك خرجت علينا بتصريح مثير يتعلق بالكفالة والأجور وهي قضايا لازمت استضافة قطر لكأس العالم 2022 وسعت بعض الجهات بطريقة غير بريئة لإطلاق شائعات وحملات مضللة لاستهداف قطر وإثارة البلبلة في سوق العمل القطري الذي يدير أموره بطريقة هادئة يحافظ فيها على حقوق العمال وفي الوقت نفسه على حقوق أرباب العمل وفق توازنات دقيقة. الذوادي علق على ما نشر مندهشاً من الربط بينه وبين تلك التصريحات. وقال إنه تم أخذ تصريحاته التي نُسبت إليه في الغارديان بطريقة خاطئة، موضحاً أن صاحب المقال نفسه ذكر أنه تم تفسير المقال بطريقة خاطئة، حيث استند الصحفي إلى موضوع زيادة الحد الأدنى للأجور وانتهاء فترة الكفالة إلى مؤتمر صحفي لوزارة العمل ومنظمة العمل الدولية قبل شهر تم فيه ذكر هذا الأمر، وأيضاً بيان على صفحة منظمة العمل الدولية، ورغم أن الصحفي صحح المقال وذكر ما استند إليه وأن الذوادي لا علاقة له بالأمر إلا أن الرجل تعرض لهجوم كاسح عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وتدعو ردة الفعل على الذوادي إلى الاستغراب فما تم تداوله من أمور تتعلق بإنهاء الكفالة بطريقة غير صحيحة وظهر الرجل بصفته مسؤولاً ورد اسمه في هذا الأمر وأوضح أن الأمر غير صحيح لكن يبدو أن البعض يريد إثارة البلبلة وإطلاق الشائعات بطريقة غير مسؤولة في هذا الملف. على أن ما يجب التنبيه إليه في ملف استضافة قطر لمونديال 2022 هو ضرورة الانتباه إلى القضايا التي تتعلق بملف الاستضافة والتنبه لما يحاك ضد قطر وهي أمور يتم فيها استغلال الإعلام الأجنبي بطريقة محترفة للغاية، وربما تتورط فيها صحف ذات وزن دولي بدافع السبق الصحفي، وربما تقع في براثن خيوط مؤامرة الإساءة إلى قطر بقصد وبدون قصد وهو أمر يتطلب من الصحف ووكالات الأنباء والمواقع الإخبارية والفضائيات الأجنبية الحذر في نقل أخبار تتعلق بملف استضافة قطر لمونديال 2022، خاصة وأن العالم كله تابع الحملة ضد قطر وما تعرضت له منذ تم الإعلان عن استضافتها للمونديال، سواء عبر التشكيك في ملف الاستضافة أو التشكيك في قدرة الدوحة على تنظيم المونديال وجاهزيتها وقدرة البنية التحتية فيها على استيعاب جماهير المونديال، أو التشكيك في قدرتها على استضافة الجماهير وإرضائهم أو في قدرتها على المحافظة على هويتها الثقافية والإسلامية في الوقت الذي ستستضيف فيه جماهير من كافة بقاع الأرض لكل منهم عاداته وسلوكياته وطريقته في التعبير عن فرحه أو غضبه. وعندما أعياهم التشكيك في كل ذلك دأبوا على الغمز واللمز من جهة حقوق العمال الذين ينفذون مشاريع كأس العالم والملاعب التي تستضيف البطولة. ونجد العذر لبعض ردود الأفعال القاسية كونها فهمت النص الصريح الذي ورد في صحيفة الغارديان، لكن كان الأجدر بها التأكد من صحة تلك البيانات المثيرة قبل أن تلقي اللوم بكامله على رجل ظل حريصاً على زنة كلماته بالميزان الدقيق خشية الوقوع في مثل هذه المزالق. وللتأكيد على ما نقول فإن الصحافة البريطانية نفسها نشرت قبل عامين اعترافات أحد العمال وهو يقول إنه أوعز إليه من جهات مغرضة رفع دعوى كيدية ضد قطر بزعم أنه تعرض لانتهاكات لقوانين العمل ولحقوق الإنسان. لذلك يعتبر ما حدث في النقل غير الدقيق لتصريحات الذوادي تجربة ينبغي التعامل معها بهدوء لأن البعض يحرص على إساءة التفسير والتقدير، بل وحتى للصيد في الماء العكر مستغلاً أي تصريح صحفي أو خبر عابر لتحقيق مبتغاه. وليطمئن الجميع في ساحة العمل في قطر، فقطر وانطلاقاً من رؤيتها للعام 2030 جعلت من الرياضة ركيزة أساسية للتنمية وهي تصب في خانة إنشاء اقتصاد تنافسي ومتنوع، وهذا سيستفيد منه الجميع في سوق العمل.. وإن غداً لناظره قريب.